about

نبذة عنّا

صعّبت النّزاعات المستمرة والأنظمة القمعيّة القائمة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا على كثيرٍ من الجماعات أن تحصي – أو أقلّه أن تُقرّ- بالمظالم وانتهاكات حقوق الإنسان الّتي ارتكبتها أيدي جهاتٍ حكوميّة وغير حكوميّة خلالَ السّنوات المنصرمة. ويُحدقُ بالسّجون ومواقع التعذيب السّرية السّابقة خطرُ الدّمار وتدهور الحال الّذي ينجمُ من تضافرِ جهودِ الأنظمة الاستبداديّة الّتي تسعى جاهدةً إلى نكران هذا التّاريخ أو إعادة كتابته.

ومن أجلِ ضمانِ ألّا تضيعَ تجارب المُعتقلين في تلكَ الأماكن أدراجَ الرّياح، تعاونَ التّحالف الدّولي لمواقع الضّمير وأعضاءَه في المنطقة، ووضعوا هذه الخريطة الرّقمية الرّامية إلى توثيق السّرديات وانتهاكات حقوق الإنسان الّتي وقعت في تلكَ المواقع على امتداد الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإلى نشرها وتعميمها على حدّ سواء.

إنَّ المواقع المُوَثّقة هي:

  • معتقلات وسجون احتُجِزَ فيها أشخاصٌ تعسّفًا وخضعوا للتعذيب،
  • نقاط تفتيشٍ خُطِفَ عندها أشخاصٌ،
  • مواقع المجازر والإعدام خارج نطاق القانون،
  • مواقع التّظاهرات حيث مُورِسَ قمعٌ سياسيّ (على غرارِ الاشتباكات والاعتقالات والقتل، وغير ذلك من أشكال القمع)،
  • مواقع التراث الثقافي الّتي دُمّرَت عمدًا، ممّا يُشكّل انتهاكًا للقانون الدّولي الإنساني.
17000 disappeared

مهمّتنا

يرمي مشروع الخرائط الرّقمية والتّوثيق في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى توثيق أشكالِ القمع السّياسي الّتي وقعت على امتدادِ المنطقة آنفة الذّكر، وإلى الإقرار بالمظالم الّتي قاسَها ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وإلى محاربة النكران والسّعي إلى تحقيق المُساءلة.

وتتضمّنُ الخريطة شهادات الضّحايا وتقارير صحفيّة ومواد مرئيّة يُمكن اتّخاذها أداةً جوهريّة في سبيل إشراكِ الجماعات على امتدادِ المنطقة في التّرويج لمجتمعٍ قائم على احترام الحقوق، وذلكَ من منظارِ الذّاكرة الّتي تُحفظُ من خلالِ توثيق المواقع حيثُ ارتُكبت انتهاكات حقوق الإنسان المُمنهجة.

يتجلّى طابعُ هذا المشروع التّشاركيّ – الّذي يضمّ أكثر من 14 عضوًا من أعضاء التّحالف الدّولي لمواقع الضّمير الموزّعين في ثماني دول- في كونِ هذه المشاكل إقليميّة في طبيعتها وهي تتطلبُ، تاليًا، حلولًا إقليميّة أيضًا. فالقدرةُ على التّصدّي للذاكرة التّاريخيّة، في المنطقة بأسرها، يشلّها انعدام الأمن، والتاريخ الحافل بأنظمةٍ سياسيّة تُقصِي المشاركة المدنية كما يُشلّها الميلُ إلى كمّ أفواه الرّاغبين في الحديث عن السرديات التاريخية المُختلَفِ حولها.

إنَّ المشروع هذا هو مُساهمة في سبيل كسرِ هذا الصّمت

About Sites of Conscience

نبذة عن مواقع الضّمير

إنَّ التّحالف الدّولي لمواقع الضمير هو الشّبكة الوحيدة الّتي تغطّي أرجاء العالم أجمع وتُكرّسُ لتحويلِ الأماكن الّتي تحفظ الماضي إلى مساحاتٍ تروّجُ للعملِ المدني. ويُدركُ التّحالفُ أنّ قوّة مواقع الذّاكرة ليست متأصّلة فيها، وعليه، يجبُ تطويعها لتصبحَ أسلوبًا معتمدًا يصبُّ في خدمة نشر حقوق الإنسان وتعزيز إشراك المواطنين. فهذا الجُهد الواعي والآيل إلى ربطِ الماضي بالحاضر والذّاكرة بالعمل، هو السّمة الأساسيّة الّتي تُميّزُ نشاط التحالف الدّولي لمواقع الضّمير. ويُعدّ التّحالفُ هذا شبكةً مؤلّفة من أكثر من 300 موقع ضمير تقع في 65 بلدًا، ما يُخوّله إشراك عشرات الملايين من الأشخاص سنويًا في الاستفادة من عِبَر التّاريخ بغيةَ التّصدّي للتحديات الّتي تقف اليومَ حجر عثرة أمام الدّيمقراطية وحقوق الإنسان. هذا ويُنفّذ التّحالف برامج تشاركيّة فعّالة تُؤلِّفُ بَين الأشخاص على الرّغم من اختلافهم، وهو، بذلك، ينصرُ حقّ كلِّ جماعةٍ في الحفاظ على الأماكن الّتي شهدت نضالات من أجلِ حقوق الإنسان والديمقراطية، وفي التّحدّث بلا قيدٍ أو شرطٍ على ما حدثَ فيها، وفي تسخير مكامن قوة الذّاكرة والتراث والفنّ والثقافة في سبيلِ بناء مجتمعاتٍ أخلاقيّة تتطلع إلى مستقبلٍ أكثر عدالةً وإنسانيّة وتسعى إلى تحقيقه.

من أجلِ الاستفسارِ عن تفاصيل العضوية في التحالف الدّولي لمواقع الضّمير، يُرجى الضّغط هنا

من أجلِ الحصول على مزيدٍ من المعلومات، يُمكن التّواصل مع السّيدة جوستين دي مايو، مديرة المشروع في أوروبا والشّرق الأوسط وشمال أفريقيا jdimayo@sitesofconscience.org

 

 

Maison des Esclaves
بيتُ العبيد في السنغال، هو عضو مؤسس في التحالف الدّولي لمواقع الضّمير.

موقع الضّمير هو مكانٌ للذاكرة –أكانَ متحفًا أو معلمًا تاريخيًّا، أو مبادرة لتخليد ذكرى أو حفظ ذاكرة- يتقابلُ فيه تاريخُ الأحداث الواقعة فيه من جهة وإرثه المُعاصر من جهة أخرى. وبصرف النّظر عن الحقبة الّتي يسعى مشروع مواقع الضمّير تذكّرها، أكانت تعود لعصورٍ أم قرونٍ أم عقودٍ ولّت، فهو يستهلُّ العملَ باستعراض جوانب التّاريخ كلّها، ومنها قصصُ الوحشية المفرطة أو البسالةِ الشّديدة أو أوجه الحياة اليوميّة. ثمَّ يمضي المشروع قدمًا في العملِ، فيُفعِّل المنظور التاريخي من خلالِ حوارٍ عامّ حيويّ يتناولُ المشاكل الّتي ترتّبت عن تلكَ الحقبة ولا نزالُ نواجهها حتّى اليوم من جهة وما يُمكننا فعله لحلّها من جهةٍ أخرى.

مواقع الضّمير هي أماكن:

  • تُجسّدُ التاريخ،
  • تُشرِك العامّة في برامجَ من شأنها أن تُطلق الحوار حول المشاكل الاجتماعيّة الضّاغطة،
  • وتُتيحُ للعامّة فرصًا للانخراطِ الإيجابي في المشاكل المطروحة في الموقع،
  • ونشر العدالة والثقافات العالميّة لحقوق الإنسان.

 

women

نبذة عن الشّبكة الإقليميّة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا

في وقتٍ تحاولُ دولٌ في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تقبلَ التغيرات الطّارئة على أنظمتها، وتواصلُ دولٌ أخرى نضالها من أجلِ السّلامِ والعدالة، اكتسبَ كلٌّ من الذّاكرة وتخليد الذّكرى أهميّةً اجتماعية وسياسية كبيرة في المنطقة آنفة الذّكر، حتّى أصبحتا آليَتَيْن أساسيتَيْن من شأنهما تكريم الضّحايا، وإعادة بناء الجماعات الّتي شرذمتها النّزاعات، وتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وإشراك المواطنين في مسائل تخصُّ حقوق الإنسان والسّلام والعدالة.

فمنذُ تأسيسِ شبكة مواقع الضّمير في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، التفَّ أعضاؤه حولَ هدفٍ مُوحّدٍ وهو حفظ الذّاكرة وتسهيل منالها على أجيال الحاضر والمستقبل، بالإضافة إلى الاستفادة من عِبَر التّاريخ في بناءِ حاضرٍ ومستقبلٍ تُحترمُ فيهما كرامة الإنسان وحرّيته.