منارة سنجار

فجَّر تنظيم داعش منارة سنجار الأثرية، بالإضافة إلى عدد من المنازل المحيطة، أثناء دخوله المدينةَ في أغسطس 2014. وكانت المنارة من المعالم الأثرية القديمة في قضاء سنجار ومحافظة نينوى. ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر. وبعد أن دخل التنظيم المدينةَ، جمع المواطنين الإيزيديين عند المنارة وقتلهم، وترك جثثهم في العراء، وبعث برسالة صادمة إلى جميع السكان الذين هربوا للنجاة بحياتهم في كل حدب وصوب، ومنهم بعض العائلات التي هربت واحتمت بجبل سنجار، الذي وقف في وجه تنظيم داعش إبَّان احتلاله للمدينة. وفي ذلك اليوم، قُتل أكثر من 1280 شخصًا أعزل، وسُبِيَت أكثر من 5800 امرأة وطفل.

وكانت المنارة مسرحًا لعمليات قتل جماعي، بسبب الاختلافات الدينية حتى بعد أن فُجِّرت؛ وذلك لِمَا لها من أهمية رمزية للمدينة، خاصة تلك المجموعات السكانية الدينية واللغوية والقبلية المختلفة بها. وتشتهر مدينة سنجار تاريخيًّا بتعايُش مجتمعاتها المتنوعة، لكن التنظيمات المسلحة المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش، حوَّلت حالة الانسجام والتوافق بين المجتمعات هذه إلى حالة من التنافر والعداوة، وذلك بإشراك بعض المواطنين المسلمين المحليين في جرائم القتل والاغتصاب والسلب. ولا يزال العدد الدقيق للضحايا الذين أُعدموا في المنارة مجهولًا؛ لأن المنطقة كانت شبه خاوية وقت ارتكاب الجريمة. وقد أخرج تنظيم داعش معظم الجثث ودفنها في مقابر جماعية خارج مدينة سنجار. وهناك، حاليًّا، فرق تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة على استخراج الجثث والتعرف على الضحايا، ولكن يبدو أن العملية بطيئة للغاية بسبب الصعوبات الفنية والمتعلقة بحقوق الإنسان.