مسجد اللد الكبير - هبّة أيّار

إسرائيل
1930

تعتبر اللد من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وتبعد 38 كلم شمال غرب مدينة القدس، ويعود تأسيسها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد على يد الكنعانيين، وكان لهذه المدينة أهمية كبيرة بسبب وقوعها على الطريق الرئيسي وخط سكة الحديد بين يافا والقدس. وصارت اللد حاليا رمزا لرفض محاولات إسرائيل منذ النكبة محو هوية الفلسطينيين في الداخل، وتهميشهم تمهيدا لتطهيرهم عرقيا وإنهاء وجودهم، خاصة فيما يُعرف بالمدن المختلطة.

ويُعد المسجد العمري أقدم مساجد اللد، وكان واحد من اثنين من المساجد في مدينة اللد قبل احتلال المدينة على يد العصابات الصهيونية في حرب 1948. ويقع المسجد في وسط اللد بالقرب من كنيسة القديس جيرجيوس، ويعتبر من المساجد الأثرية المهمة في فلسطين إذ يعود تاريخه للفترة المملوكية البحرية وهناك كتابات أثرية تشير إلّا أن الظاهر بيبرس هو من توّلى رعاية هذا المسجد.

وانطلقت شرارة "انتفاضة اللد" ضمن الهبّة التي اندلعت أرجاء فلسطين عمومًا، يوم الثلاثاء 11 مايو/أيار، عندما شارك العشرات من أبنائها في مظاهرة سلمية احتجاجا على اقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، كما حدث في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948. وأثناء المظاهرة، دفعت الشرطة الإسرائيلية بقواتها لقمع المتظاهرين واعتقلت العديد منهم، بينما قام مستوطنون بإطلاق الرصاص الحي، فقتلوا الشاب موسى حسونة (31 عاما) وهو أب لـ3 أطفال، كما أصابوا اثنين من رفاقه.

كما هاجم المستوطنون يوم الخميس مسجد اللد الكبير وأطلقوا الرصاص الحي على المصلين، وأعاد هذا إلى الأذهان ذكرى مجزرة "مسجد دهمش" في اللد خلال النكبة، والتي راح ضحيتها المئات من أهلها. وأعلن الاحتلال الإسرائيلي فرض حالة الطوارئ بالمدينة وحظر التجول في ساعات الليل، واستقدم وحدات من الجيش لقمع الاحتجاجات العربية الفلسطينية.

وفي مدينة اللد، أحبط مواطنون محاولة مستوطنين إحراق المسجد العمري الكبير في المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو مناشدات بثت عبر سماعات المسجد لحمايته من هجمة المستوطنين الذين حاولوا إضرام النار فيه، كما هاجم مستوطنون محال تجارية لفلسطينيين في المدينة وحطموا واجهاتها. ووفقا لموقع عرب 48، امتدت اعتداءات المستوطنين بعد دخول قرار حظر التجول في مدينة اللد الذي بدأ الساعة الثامنة من مساء الأربعاء حيّز التنفيذ، إذ تجمع أنصار "المنظمات الكاهانية" والمتطرفون اليهود في مدينة اللد وشرعوا بسلسلة من الهجمات على مسجد النور والمسجد العمري الكبير وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في المدينة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.


 

مواجهات في اللد ودعوات إلى حماية جامع المدينة من محاولات إحراقه,الميادين,2021
مواجهات في اللد ودعوات إلى حماية جامع المدينة من محاولات إحراقه,الميادين,2021