شارع 65، مفرق عارة- عرعرة

يعتبر شارع 65 (التسمية البريطانيّة- الإسرائيليّة) المعبر الرئيسي بين السهل الساحلي والجليل في فلسطين منذ العصور القديمة. واستخدم تاريخيًا هذا المعبر في أيام ملك مصر، الفرعون تحتمس الثالث، طريقًا للجيوش والتجارة. واستخدم الفرعون تحتمس نفسه هذا الممر لنقل جيشه من غزة إلى مجيدو لمحاربة الكنعانيين، مما يبيّن لنا أهميّته على ممرّ التاريخ.

تم إنشاء الشارع حديثًا على أساس ربط كلّ من مستوطنة الخضيرة والعفولة في عام 1935 كاستمرار لبناء شارع 71 من العفولة إلى شطا، لخدمة الجيش البريطاني بشكل أساسي وحماية المستوطنات، وأصبحَ الشارع خطيرًا أثناء اندلاع الثورة الفلسطينيّة الكبرى، على إثر العمليّات العسكريّة ومداهمة المركبات والشاحنات البريطانيّة والصهيونيّة، وشهدَ الشارع معارك كثيرة منذُ عام 1936، حتى نهايات الثورة، والقمع البريطانيّ المنظمّ للثوّار والفلسطينيين عمومًا.

ولكن ما أنوي أن أتحدث فيهِ على وجه الخصوص هو مفرق عارة- عرعرة، إذ أنه شهد محطّات أساسيّة في نضال الفلسطينيين داخل خطّ الـ 48 ضدّ مخطّط برافر، الذي استهدف أراضي النقب ومصادرتها. انتهت مظاهرة الغضب ضد مخطط برافر  في عارة، في الثاني من أغسطس عام 2013، باعتقال نحو 22 متظاهرا، وإصابة آخرين جراء عنف قوات الشرطة التي احتشدت على مدخل قرية عارة بالمئات من عناصر وعناصر الوحدات الخاصة وفرق الخيالة. وفي محاولة من الشرطة لمحاصرة المتظاهرين على مدخل قرية عارة، واصلت تعزيز قواتها في المنطقة، للسيطرة على المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى الشارع الرئيس.

وشنّت حملات اعتقالية موقعة عدد من الإصابات في وسط المتظاهرين. وشارك في المظاهرة الثانية التي كانت مخططة لليوم، الخميس، أكثر من ألف متظاهر ضد مخطط برافر الاقتلاعي، وسط حضور مكثف لقوات الشرطة والوحدات الخاصة، وأغلقت المنطقة ومنعت وصول المزيد من المتظاهرين، كما استخدمت قنابل الغاز بكثافة. وأشار المحامي ارام محاميد من عدالة بعد زيارة المعتقلين في محطة الشرطة بأن اعتقال المتظاهرين "كان عشوائيًا وتعسفيًا، كما تظهر على أجسام المعتقلين علامات عنف وآثار كدمات واضحة، مما يدل على العنف الشديد الذي انتهجته الشرطة ضد المتظاهرين."