مقبرة الشيخ مونّس- الجامعة تقوم بالنبش والمحو

إسرائيل
1947

التهجير واللجوء: منذ نهاية العام 1947 اصبح جسر العلمين على نهر العوجا حاجزًا عسكريًا تسيطر عليه القوات الصهيونية، التي شددت الطوق على قرى شمال يافا وبضمنها الشيخ مونّس. ومع حلول آذار 1948 بدأت قوات الارغون عملياتها ضد أهالي القرية، بعد تشديد الحصار عليهم ومنعهم من جلب الإمدادات الغذائية اليها. وتم خداع القرى العربية في المنطقة باتفاق هدنة بدافع "الجيرة الحسنة" إلا ان القوات الصهيونية لم تلتزم به، وتم تشريد أهالي قرية الجسامين الغربي من بيوتهم. ومع تشديد الحصار تم خطف 5 أشخاص من وجهاء القرية، بعد توجههم الى قرية إجليل جلب الإمدادات الغذائية والوقود لتشغيل مضخات المياه، ما زاد من رعب وترهيب الأهالي، وتكررت مشاهد دخول قوات "الأرجون" للقرية وإثارة الرعب فيها.

وتم تشريد أهلها حتى نهاية آذار 1948. لجأ أهالي الشيخ مونّس الى منطقة المثلث حيث كانت السيطرة للقوات الأردنية. شهرة القرية: كان في القرية مدرسة زراعية استملكت 36 دونما من الأرض وبئراً ارتوازية. عمل سكان الشيخ مونّس في الزراعة، ولا سيما في زراعة الحمضيات والأعمال المتعلقة بها، وكانت مياه الري لبياراتها وبساتينها تجلب من نهر العوجا، ومن الكثير من الآبار الارتوازية. كان لأحد أبنائها مقهى مشهورًا قرب جسر العلمين – "مقهى هاواي" على الضفة الشمالية لنهر العوجا. شواهد باقية: بقي العديد من منازل القرية قائمًا، بعد تشريد أهلها، وكانت ذات معالم معمارية متنوعة، سكنتها عائلات يهودية في حي "رمات أفيف". تقوم على أراضيها جامعة تل ابيب، والعديد من المؤسسات والمعاهد. أحد أبرز معالمها الباقية هو بيت إبراهيم أبو كحيل، الذي يستخدم اليوم كنادي لاساتذة جامعة تل ابيب، وهو بيت أخضر اللون، تبرز أقواسهُ الجميلة ويسمى اليوم "بيت مرسيل جوردون". وفي أنحاء القرية ما زالت هناك شواهد أخرى باقية يمكن ملاحظتها في منطقة رمات أفيف والجوار، من بينها بيت عائلة مفلح بيدس في شارع "لبنان 46"، وبيت أمين بيدس داخل متحف أرض إسرائيل وغيرها من البيوت والمعالم في المنطقة.

في عام 2012، بدأت جامعة تل أبيب بالتعاون مع سلطة الآثار، في نبش القبور، لكي تعد الأراضي المباني سكنيّة للطلبةِ الأكاديميين، وعلى إثر ذلك ثار ناشطون عرب ضد بناء مساكن طلبة تابعة لجامعة تل أبيب فوق مقبرة قرية الشيخ مونس العربية المهجّرة، وخلال العمل تم العثور على قبرين تضررا بالفعل، إذ أعرب الناشطون عن قلقهم بشأن باقي القبور التي لم تصلها عمليات الحفر والبناء. ويمكن رؤية العظام منتشرة في أنحاء الأرض، والقبرين المشار إليهما وجدا على مقربة مما يُسمى البيت الأخضر التابع للجامعة، وبسبب ذلك أوقفت الجامعة العمل، وبعد الفحص أعادت أعمال البناء حتى إتمامها على أنقاض مقبرة قرية الشيخ مونس المهجرة.

 

 

صور

إسرائيل تمحو معالم "الشيخ مونس",الجزيرة,2012
إسرائيل تمحو معالم "الشيخ مونس", الجزيرة, 2012