صمّيل (غزة)

إسرائيل

سكن القرية فلسطينيون مسلمون وكان لهم فيها مسجد واحد على الأقل بُني على أنقاض كنيسة صليبيّة، وكانت بيوت القرية مطوّبة. بُنيت بيوتها من البن وهو الطين الّذي خُلط في قوالب مع القصل وكانت تُنقل بعد جفافها والبناء منها. كما وبٌنيت فيها مدرسة للذكور عام 1936 والتحق فيها 88 طالبًا عام 1945. كان سكّان القرية يتزوّدون مياه الاستعمال المنزليّ من بئر بلغ عمقها 48 مترًا ودعوها "بئر الخليل". وكانت تدفع الضرائب على غلال القمح والشعير والفاكهة وعناصر أخرى مثل الماعز وخلايا النحل، بالإضافة الحبوب والعنب والتين الّتي كانت محاصيلًا أساسيّة. كانت النقود في القرية قليلة جدًا والمعيشة زهيدة، حيث كان ذراع القماش بقرشٍ واحد والدجاجة بثلاثة قروش وكيلو اللحمة بستّة قروش والعجل بأربعة جنيهات والجمل بخمسة جنيهات ونصف، والقرش الواحد يشتري اثنتي عشرة بيضة.

كان المختار الأوّل الحاج أحمد محمد سلمي، والثاني يوسف أحمد حسن عوض. وامتلك المختار الأوّل ما مقداره 1400 دونمًا من الأراضي كانت معظمها محاور للبلد، أي أراضٍ خصبة بعيدة، واستبدلها مع اليهود على أراضٍ قريبة لأرض المختار. كان المختار فاحش الثراء معروفًا بثرائه على مستوى المنطقة قاطبة. وكان يمتلك الأغنام الّتي كان يرعاها راعٍ خاصّ ويكرم بها ضيوفه عند رعوتهم. أمّا المختار الثاني فقد كان فقيرًا، كان لديه بناء واحد ظفر فيه عشيّة الاحتلال، وقد كلفه البيت كثيرًا. وبعد الرحيل عن القرية تزوّج المختار الثاني ثانيةً وتوظّف مع وكالة "فورمل" في مخيّم الفوّار وبقي في الوظيفة إلى أن تقاعد ومات في الفوّار ودُفن هناك.

الأعراس في القرية كانت خطبة العروس على العريس تتمّ بلا ظهور العروس أمام العريس مطلقًا، وكان ابن العمّ هو الأولى من حيث الخطبة ولكنّ الأمر تغيّر لاحقًا حيث أصبحت خطبة ابن العم على ابنة عمّه منوطة بموافقة وتوافق من الجميع. احتفل الناس باحتفال العريس والعرس، وكان في حفل العريس السامر والدبكة، وفي العرس ذبح الذبائح وإطعام الولائم لكلّ من حضر إليهم. وأحضر الحضور السكّر والأرزّ هديّة لأهل العريس، وكان الحال سيئًا ولذلك كانوا يحضرون البضائع بلا أكياس. أمّا إذا توفّرت الذبائح فقد كانوا يحضرون الذبائح هديّة، وكانوا يتسابقون على الخيل أحيانًا كطقس من طقوس العرس.

العزاء في القرية اعتاد أهل القرية عزومة أهل الميّت عند موت أحدهم، وكان العزاء يستمرّ أكثر من ثلاثة أيام حيث حضر المعزّون من الرجال من خارج البلد، وإذا كان المتوفّى معروفًا في الخارج وذا صيت كان يحضر المعزّون الذبائح. وصلت أعمار الرجال إلى ما يقارب 80 عامًا ولكنّ معدل أعمار الناس كان ما يقارب 70 عامًا.

المقبرة وُجدت المقبرة في شمال البلد بالقرب من مقبرة قديمة، وكانت أرض المقبرة مشاعًا لكلّ أهل القرية ولكلّ عائلة قسم منها بلا تحديد رسميّ. دُفن الناس المتوفّون فوق قبور قديمة في العموم ولكنّ أكابر القرية من الرجّال دُفنوا في قبور جديدة بحيث يكون لكلّ منهم لحد جديد حجارته من خارج البلد.

بُنيت حارات لكلّ عائلة وسُمّيت عند أهل الجبل بالـ"ساحة"، واختار بعض أهل القرية عدم الانضمام لحارات عائلاتهم فكانوا يبنون حارة خاصّة صغيرة عدد أفرادها قليل. بناء الحارات لم يكن متوفّرًا عند كلّ أهل القرية ومن لم يتوفّر له بناء حارة كان ينضمّ للسهر ولشرب القهوة عند حارة أخرى.

والقرية في رمضان اعتاد أهل القرية تناول وجبة الإفطار بشكلٍ جماعيّ مع أهل القرية في الساحة بحيث يحضر كلّ شخصٍ ما تيسّر له من الطعام ويشارك أكله مع الجميع. عند استضافة ضيوف إلى القرية كان جميع أهل القرية يفطرون عند المضيف، ومنهم من يشارك الضيف (المحلّيّ) بالضيافة والمساعدة.

احتلت قوات إسرائيلية من لواء غفعاتي في إحدى هجماته الّتي كان يشنّها جنوبًا، وذلك خلال الفترة الّتي عُرقت ب"الأيام العشرة" أو فترة ما بين الهدنتين (بين 8 و18 تمّوز من عام 1948). دخل الصهاينة إلى صمّيل في 9 تمّوز 1948 وأحرقوا القرية ورجع بعضهم متسلّلين، طُرد سكّانها منها شرقًا نحو منطقة الخليل، انتقل بعض أهل القرية إلى إذنا ومنها إلى النبي صالح ثمّ إلى الكهوف في تفوح ومنها إلى مخيّم الفوّار.

القرية اليوم

لا تزال بقايا بيوت القرية موجودة وبقايا حائط يُرجّح أنّه بُني سابقًا ليحيط القرية. ومن حيث النباتات، فإنّ نبات الخبّيزة يغطّي الموقع إضافةً إلى حشائش بريّة وشجيرات شوج المسيح وسياجات كثيفة من نبات الصبّار. كما ويمكن رؤية طريق قرويّة قديمة وإلى جانبها صفّ من نبات الصبّار. وبُني على أرض القرية كوخ يأوي عائلة عربيّة (الّتي يُرجّح أن أفرادها يعملون في إحدى المستعمرات الإسرائيليّة). أما بقيّة الأراضي المجاورة فإنّها تُستغلّ من المزارعين الإسرائيليين.

 

صورة لقرية صمّيل المهجّرة، ذاكرات (زوخروت)
صورة لقرية صمّيل المهجّرة، ذاكرات (زوخروت)