حاجز البربارة
ويظل مصيرهم مجهولًا
حاجز البربارة هو حاجز أقامته كتائب الحرب الأهلية اللبنانية، على يد ميليشيا لبنانية مسيحية، على طريق بيروت - طرابلس السريع، قرب بلدة البربارة (في شمال لبنان)، وذلك بهدف السيطرة على القادمين من مناطق الشمال ودخولهم 'المنطقة الحرة'. وكانت المنطقة الحرة في منطقة جبيل التي يسكنها بشكل رئيسي لبنانيون مسيحيون يعارضون الوجود العسكري السوري في لبنان. وقد تكوَّن الحاجز في 22 إبريل 1979، بعد مجزرة قُتل فيها 13 من أنصار الكتائب على يد اللبنانيين المتحالفين مع سوريا قرب قرية عمشيت (الواقعة في منطقة جبيل). وفي أواخر الثمانينيات، كانت نقطة التفتيش تحت سيطرة القوات اللبنانية، التي أُنشئت في البداية لتكون فرعًا عسكريًّا للكتائب، ولكن القوات اللبنانية انشقت عن الكتائب بعد رفضها إزالة حاجز البربارة. ثم انتقلت السيطرة على الحاجز إلى القوات اللبنانية تحت قيادة سمير جعجع، وقُسِّم حاجز البربارة إلى حاجزين متجاورين؛ أحدهما نقطة تفتيش ضريبية، يجبي فيها رجال الميليشيات أموالًا من بعض الأفراد الذين يريدون العبور. أما الحاجز الثاني فهو أمني. وفي 23 فبراير 1989 أُزِيلَ الحاجز الضريبي في البربارة، وظل الحاجز الأمني يعمل تحت سيطرة القوات اللبنانية حتى فبراير 1991.
لقد اختُطف كثيرٌ من المدنيين عند حاجز البربارة، وتشير شهادات شهود عيان إلى أن المعتقلين في حاجز البربارة قُتلوا ودُفنوا في مكان قريب، أو نُقلوا إلى المقر الرئيسي للكتائب في منطقة الكرنتينا في بيروت. ويظن آخرون أن المعتقلين نُقلوا في النهاية إلى سجون في إسرائيل. ومن الحوادث المعروفة عن حاجز البربارة اختطاف أربعة دبلوماسيين إيرانيين، هم: أحمد متوسليان وسيد محسن موسوي وتقي راستيجار مقدم وكاظم أخوان. وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فقد اختطفتهم القوات اللبنانية في 4 يوليو 1982 من حاجز البربارة. ويُعتقد أن المختطَفين نُقلوا إلى مقر الكتائب في الكرنتينا (في بيروت)، ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى حينه.