معتقل الخيام

لبنان
۱۹۸٥

على مدى تسع سنوات بعد إنشاء مركز الخيام ليكون معتقلًا ومقرًّا للاستجواب، لم يُسمح للمعتقلين بالاتصال بمحامين أو بلجنة الصليب الأحمر الدولية. 

يقع معتقل الخيام في قرية الخيام جنوب لبنان، على بُعد أقل من خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل/ فلسطين. وكان المركز ثكنة فرنسية في ثلاثينيات القرن المنصرم، وأصبح فيما بعدُ قاعدة عسكرية للجيش اللبناني، قبل أن يقع تحت سيطرة جيش لبنان الجنوبي، وهو ميليشيا مسيحية لبنانية تحالفت تحالفًا وثيقًا مع إسرائيل أثناء الحرب الأهلية اللبنانية. وفي أوائل 1985، حُوِّلت القاعدة إلى معسكر اعتقال استُخدم حتى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في مايو 2000، وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل لبنان محتلًّا في 6 يونيو 1982 بدءًا بجنوب البلاد. وقد أنكرت إسرائيل أي تورط لها في معسكر الخيام، زاعمةً أنها فوَّضت تشغيل معسكر الاعتقال إلى جيش لبنان الجنوبي منذ عام 1988. 

وفي قضية رفعها محامون إسرائيليون عن حقوق الإنسان، اعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأنها كانت تدفع أجور العاملين في معسكر الخيام، وتدرِّب المحققين والحراس، وتقدِّم العون في اختبارات كشف الكذب. وكان معتقل الخيام مركزَ الاحتجاز الرئيسي داخل لبنان، حيث اعتُقل السجناء فيه قبل نقلهم إلى إسرائيل. 

وفي 1992، أفادت منظمة العفو الدولية بأن هناك 200 شخص قد اعتُقلوا، بينهم نساء، وأن ثلاثة سجناء على الأقل لقوا حتفهم جراء تعرضهم للتعذيب، وفي تقرير لاحق في 1997، قُدِّر عدد المعتقلين بـ 130، بينهم امرأة واحدة على الأقل. وأفادت التقارير كذلك بأن 11 معتقلاً لقوا مصرعهم، بعضهم تحت وطأة التعذيب، والآخرون بسبب نقص العلاج الطبي، وفي 1998، وأشارت التقديرات إلى وجود 140 معتقلًا تقريبًا، بينهم خمس سيدات و10 قُصَّر. 

وعلى مدى تسع سنوات بعد إنشاء مركز الخيام ليكون معتقلًا ومقرًّا للاستجواب، لم يُسمح للمعتقلين بالاتصال بمحامين أو لجنة الصليب الأحمر الدولية. ولم يُسمح لهم كذلك بلقاء عائلاتهم بين عامي 1987 و1995. وحسَب ما أوردته التقارير، كان من أساليب التعذيب: الصعق الكهربائي والتعليق من أعمدة، والضرب، والتهديد باغتصاب الزوجات والقريبات. وخلال فترة الاعتقال الأولية، التي كانت تتراوح بين 10 أيام وشهرين، كان المعتقلون يُحتَجزون عادةً في حبس انفرادي في زنزانة يستحيل فيها الوقوف أو الاستلقاء. وبعد ذلك، كان المعتقلون يُحتجَزون معًا؛ كل ستة في زنزانة طولها متران ونصف وعرضها كذلك. وكانوا يسمحون لهم بالخروج 15 دقيقة كل أسبوع أو أسبوعين للتريض. وفي 23 مايو 2000 (أي قبل يوم واحد من الإعلان الرسمي عن الانسحاب الإسرائيلي) أُفرج عن 144 أسيرًا، وبعد الانسحاب، احتُفظ بالمعتقل في الحالة نفسها التي تُرك عليها، وأصبح رمزًا لمقاومة إسرائيل يزوره العامة. وإبان حرب يوليو 2006، دمَّره سلاح الجو الإسرائيلي.

 

الزّنازين في معتقل الخيام الّتي لا يدخلها الضّوء إلّا عبرَ فُتحات التّهوئة في السّقف، والزّنازين الإفراديّة، وغرف التّحقيق والزّنازين الجماعية، موقع الانتفاضة الإلكترونيّة، 20 تشرين الأوّل- أكتوبر 2004
الزّنازين في معتقل الخيام الّتي لا يدخلها الضّوء إلّا عبرَ فُتحات التّهوئة في السّقف، والزّنازين الإفراديّة، وغرف التّحقيق والزّنازين الجماعية، موقع الانتفاضة الإلكترونيّة، ۲۰ تشرين الأوّل ۲۰۰٤


صور

معتقل الخيام أصبحَ نصبًا تذكاريًّا يخلّدُ ذكرى الّذين عانوا وقُتِلوا على يد جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل في العام 2000، موقع الانتفاضة الإلكترونيّة، 20 تشرين الأوّل- أكتوبر 2004
معتقل الخيام أصبحَ نصبًا تذكاريًّا يخلّدُ ذكرى الّذين عانوا وقُتِلوا على يد جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل في العام 2000، موقع الانتفاضة الإلكترونيّة، ۲۰ تشرين الأوّل ۲۰۰٤


: صورة تُبيّنُ باحةَ معتقل الخيام في 24 أيّار- مايو من العام 2000، موقع ميديل إيست آي (Middle East Eye) الإخباري، 2019
صورة تُبيّنُ باحةَ معتقل الخيام في 24 أيّار- مايو من العام 2000، موقع ميديل إيست آي الإخباري، ۲۰۱۹