دار بريشة، تطوان
توجد “دار بريشة” فوق ربوة مطلة على وادي “المحنش”، بمدينة تطوان شمال المغرب. وهي بناية ذات شكل هندسي قديم ، تتكون من قبو ودور أرضي بالإضافة إلى طابقين، وقد كان يحيط بها حديقة. لا زالت أسرتان تقطنانها منذ أربعة عقود.
يتعلق الأمر بدار ارتبط اسمها بعائلة فاسية، لعبت أدواراً سياسية ومالية ودبلوماسية بمغرب القرن التاسع عشر والعشرين، إسمها “دار بريشة”. انتقلت هذه العائلة من مدينة فاس إلى مدينة تطوان، وصارت من أكبر العائلات وأشهرها. فمع محمد بن عبد السلام بريشة الذي شَغَلَ عدة مناصب مخزنية، منها باشا تطوان سنة 1927. تحولت الدار التي كانت في ملكيته، بعد الاستقلال، إلى أول معتقل سري في المغرب المستقل.
ويفيد تقرير هيأة الانصاف والمصالحة أن الأشخاص الذين تم احتجازهم وتعذيبهم في هذه الدار، تعددت وظائفهم ومشاربهم السياسية…كما كان معظم المحتجزين بهذه الدار من المشاركين في النضال من أجل الاستقلال تم اختطافهم وتعذيبهم وتصفية بعضهم، فكثيرة هي الأسماء المتداولة، من خلال أرشيف عائلة الطود وشهادات المهدي المومني التجكابي ورسالة موجهة من محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى محمد بن الحسن الوزاني، إبان انتفاضة الريف 1958-1959.
استضافت دار بريشة، ضحايا الصراع السياسي والمواجهة العنيفة، خاصة بين أحزاب وتنظيمات المنطقة الخليفية في شمال المغرب؛ إذ يؤكد المهدي المومني التجكابي في كتابه “دار بريشة أو قصة مختطف”: » لقد دخلت دار بريشة التاريخ من زاوية ماعرف بين الشوريين والاستقلاليين من خلاف حزبي، حسبناه، حسب طويتنا السليمة، ومواجهتنا جميعاً للإستعمار خلافاً لا يعدو أن يكون مجرد اختلاف في الوسائل والطرق أما الهدف، فشيء واحد وقضية موحدة، ولكن سرعان ما تبددت أحلامنا واستيقضنا غداة حصول المغرب على الاستقلال على عهد جديد حسبناه وضاء كما كنا نترقبه … «