الامن السياسي درعا
تقعُ شعبة الأمن السّياسي في شمالِ الطريق السّريع المؤدي إلى المدينة، بَيْن مُستديرة بانوراما من جهة وشعبة الأمن العسكري من جهة أخرى. وقد نُقِلت الشّعبة في العام 1988 إلى هذا المقر الجديد الّذي انتُقِيَ موقعه الاستراتيجيّ بعناية من أجلِ إحكامِ القبضة على محاور المدينة الأساسية ومفترقات الطرق والتقاطعات فيها، وهو ما أثبتَته أحداث العام 2011.
تُعرفُ هذه الشُّعبة بالأعداد الطائلة من الأشخاص الّذين توقِفُهم تعسّفيًّا ويخفى أثرهم فورَ اعتقالهم كما تُعرفُ بالفترات الزّمنيّة الطويلة الّتي تُخضع خلالها المعتقلين للتعذيب والتّحقيق. ولطالما تحدّثَ أبناء المدينة، منذُ العام 2011، عن أهوال التّعذيب الّتي يعيشها المعتقلون في هذه الشّعبة، بما في ذلكَ شكِّ الأسياخ السّاخنة بالأجسام، والجلد بالسّياط لمدّة طويلة وبتر الأعضاء بالإضافة إلى التّجويع وقطعِ الأدوية عن المرضى والجرحى.
وقد حدّثنا أحدُ المعتقلين القدامى، الّذي قضَى تسعة أشهرٍ في زنازين تلك الشّعبة، عن تجربته مع التّعذيب. فقد كُسِرَت رجله وأصابتها الالتهاباتُ الحادّة الّتي أفضَت إلى بترها بسبب عدم علاجها. ولم يكتفِ السّجانون بذلك، بل أحضروا إليه شقيقَتَيه وزوجته ووالده وأجبروهم على التّعري أمامَ ناظرَيْه. وقد هدّدَ السّجانون المُعتقل باغتصابِهم جميعًا في حال أصرَّ على نفي التّهمة الموجهة إليه. لذا، وافقَ المعتقل مكرهًا على التوقيعِ على تصريحٍ زائفٍ يحوي وقائع يجهلها. وأردفَ المُعتقلُ قائلًا إنَّ الممارسة هذه شائعة ومتكررة في شعبة الأمن السّياسي. هذا وقد أفادنا معتقلٌ آخر أنُّه حُرمَ الماء والطّعام على مدى يومين كاملَيْن، وحين فرغَ المحقّقون من استجوابه، أجبروه على شرب بولِ أحدِ مُعذِّبيه.