امن الدولة درعا

سوريا

تقعُ شعبة أمن الدّولة هذه في شمالِ محطّة الحافلات عندَ مدخلِ المدينة، على مقربةٍ من حديقة باسل الأسد ومتحف درعا.

أُنشِئَت هذه الشّعبة في العام 1993، في شقّةٍ فسيحةٍ من أحدِ المباني.

وتتميّزُ هذه الشّعبة بموقعها عندَ مدخل المدينة، الّذي تُعدُّ جهته الجنوبيّة ممرًّا إجباريًّا لجميع الحافلات والآليات الدّاخلة إلى المدينة.

وكما سائر شُعب أمن الدّولة، كذلك هذه الشّعبة في درعا تُعرفُ بممارستها أشدّ أنواع الوحشيّة في تعذيب المعتقلين قبلَ التّحقيق معهم، ويرمي ذلك إلى تحطيم أدنى عزيمةٍ لدى السّجين على المقاومة أو إخفاء المعلومات. وعلى الرّغم من ذلكَ كلّه، تحلُّ هذه الشّعبة في المرتبة الثّالثة من حيث شدّة التّعذيب، في لائحةٍ تأتي في طليعتها إدارة المخابرات الجويّة والأمن العسكري، فأمن الدّولة ثمّ شعبة الأمن السّياسي.

تمتازُ هذه الشّعبة أيضًا بكونها تقع في مبنًى مُستقلّ، وذلكَ في إطارِ السيّاسة الجديدة الّتي انتُهِجَت في استحداثِ شُعب أمن الدّولة في سوريا بشكلٍ عامّ.

وقد قطعت هذه الشُّعبة شوطًا كبيرًا في ممارسة الاعتقال التّعسفي والإخفاء القسري والتّعذيب حتّى القتل خلالَ التحقيقات، الّذي تفضحُهُ حصيلة القتلى الكبيرة. هذا ويُعرفُ عن هذه الشّعبة ممارستها بتر الأطراف خلالَ استجواب الضّحايا بغيةَ إجبارهم على ادّعاءِ أفعالٍ لم يرتكبوها. وكما في سائر الشّعب الأخرى، يُمارسُ، في هذه الشّعبة أيضًا، التعذيب بشتّى ضروبه، بما في ذلكَ الجلد بالسّياط والحرق والإغراق في المياه المغلية بالإضافة إلى الاعتداء الجنسي على الرّجال والنّساء على حدّ سواء.

في الواقع، التَقَيْنا عددًا من المعتقلين السّابقين الّذين نجوا من هذه الشُّعبة. وقد أدلَى هؤلاء بشهاداتٍ تدمي القلبَ، عن أهوال التعذيب الّذي أُنزِلَ بهم. هذا ويُحرمُ المعتقلون النوم بواسطة أضواء مُبهرة تخفتُ تارةً وتلمعُ تارةً أخرى، وأصواتٍ مزعجة تصدحُ في كلّ أرجاءِ الشّعبةِ طوال اللّيل.