إدارة المخابرات الجويّة، درعا
يُعتبرُ فرع إدارة المخابرات الجويّة الفرعَ الأكثر وحشيّة والأسوأ سمعةً في درعا، ويُعزى سببُ ذلكَ إلى المكانة الخاصة الّتي يحتلها في القصر الرّئاسي في قاسيون، وإلى الدّور الأساسي الذّي اضطلعَ به في قمع المعارضة وأي حركةٍ ترمي إلى تحسين الظروف المعيشيّة في ظلّ عهد النّظام القمعي.
كانَ مقرّ الفرع السّابق يقعُ في مبنًى صغير في أحدِ الأحياء القديمة، وقد نُقِلَ إلى الموقع الحالي في العام 2005، بناءً على توصيةٍ خاصة من بشّار الأسد. ويمتّدُ هذا الفرع على مساحةٍ قدرها 1 كلم تقعُ جنوب شعبة أمن الدّولة المُتاخمة لِمحطة الحافلات.
وقد كانَ هذا الفرع متورّطًا في بثّ الرّعب في أوساطِ أبناءِ درعا، فإذا أُوقِفَ أحدُ المواطنين وعُرِفَ أنّه في قبضةِ إدارة المخابرات الجويّة، نعاهُ أهله وباشروا بتحضير مراسم دفنه لأنّهم يُوقنونَ أنّ ابنهم سيلقى حتفه من شدّة التّعذيب.
وقد أخبرنا مُعتقلٌ سابقٌ أمضى في هذا الفرع 18 شهرًا، أنَّ المعتقلينَ يخضعون لتعذيب ممنهج يختلفُ عن التّعذيب الّذي يُمارس بحقّهم أثناء التحقيق. وقد ذكرَ المُعتقلُ أنَّهم يُجلدون عشوائيّا بالسّياط عند تقديم وجبة الفطور أو الغداء، في حين يُختار عددٌ منهم كي يخضعوا للجلد لمدة ساعة أو ساعتين.
وعلى الرّغم من هذه الممارسات كلّها، فإنّ المعاناة الأقسى الّتي اختبرها معتقلو هذا الفرع تتجلّى في إخراجِ الضّباط والمُعذّبين المعتقلات من زنازينهنّ وضربهن وتعذيبهنّ وهنّ عاريات. بعدَ ذلك، يعتدي الضّباط والمُعذّبون عليهنّ ويغتصبونَ أجملهنّ مرّات عدّة أمامَ رفيقاتها، وغالبًا ما يلجؤونَ إلى قتلها للتخلّص منها ومن جنينها الّذي تكوّنَ في أحشائها جرّاء اغتصابها المتكرّر.