سجن حلب المركزي
سجن حلب المركزي سجنٌ مدني كبير يقع شمال حلب. وقد واجه اتهامات بارتكاب انتهاكات ومخالفات زمنًا طويلًا، ورغم ذلك ازدادت الحالة سوءًا منذ عام 2011. وتُقدِّر تقارير عدد المسجونين بـ 5000 حتى 2012، والكثيرون منهم سُجنوا لأسباب سياسية (VDC). وقد أُعِدت الزنازين لتستوعب 25 سجينًا فقط، لكن في الواقع كان في كل واحدة منها ما لا يقل عن 50 سجينًا. وفي يوليو 2012، منع حراس السجن السجناء من أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات عامة على سوء الأوضاع في السجن، فأطلق الحراس الرصاص على المتظاهرين، وهو ما أودى بحياة 30 شخصًا على الأقل، واعتُقل كثيرون آخرون، ونُقلوا إلى أماكن مجهولة. وقد حُكم على سجناء بالسجن 6 أشهر إضافية لمشاركتهم في الاحتجاجات (مركز توثيق الانتهاكات في سوريا). وقد وَرَدَ أيضًا في تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن 14 سجينا أُعدموا لمشاركتهم في قتالٍ في أغسطس 2012 (مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة).
وقد بدأت الجماعات المتمردة حصارًا للسجن في مارس 2013، استمر حتى مايو 2014، واجه السجناء خلاله ظروفًا قاسية بشكل مطرد. وبحلول يوليو 2013، كان الحراس يُطعِمون السجناء نصف كوب من الدقيق يوميًّا، وكان السجناء يُعذَّبون فقط لقول أحدهم: "أنا جائع". وقد أدت هذه القيود إلى اندلاع موجة ثانية من الاحتجاجات قُتل خلالها 6 سجناء، وجُرح 40 آخرون (مركز توثيق الانتهاكات في سوريا). وعندما فكَّت القوات الحكومية الحصار، انخفض عدد السجناء إلى ما بين 3000 و3500 معتقل، وفرَّ عدد من الأسرى خلال الحصار، وتُوفي ما لا يقل عن 635 سجينًا بسبب المرض أو الجوع أو سوء المعاملة من الحراس، أو نتيجة الاشتباكات بين الثوار والنظام (مركز توثيق الانتهاكات في سوريا). وما يزال العدد الحالي للمعتقلين والوضع العام للسجن غير واضحيْنِ. وقد دُمِّرت أجزاء من السجن في الحصار، لكن الحكومة تُعيد بناءه (سانا).