سجن 9 افريل بتونس
استُخدمت المقصلة في إعدام المحكوم عليهم حتى بداية التسعينيات.
كان هذا السجن يقع على حدود المدينة القديمة، بجانب مجمع المستشفيات الكبير ومؤسسات أخرى، مثل وزارة العدل والمحاكم. وكان فيما مضى أكبر سجن في البلاد حتى حل محله سجن المرناقية. ومنذ تأسيسه في بداية القرن العشرين، اعتُقل فيه مئات الآلاف من المُدانين، وكذلك اعتُقل فيه المناهِضون للاستعمار والمقاتلون الوطنيون من مختلف الانتماءات الأيديولوجية والسياسية والعِرقية.
ومن أشهر المعتقلين في هذا السجن في عهد الاستعمار معارضو القمع الاستعماري الذي فُرض على ليبيا عام 1911. وأيضًا احتُجز في ذلك السجن مَن اعتقلوا نتيجةَ ما يسمى بأحداث الجلز، ومنهم منوبي وجرجر، اللذان قُطعت رؤوسهما على الملأ بمقصلة أُحضرت من الجزائر، ونُصبت بالقرب من السجن في باحة باب أبي سعدون.
وبعد الاستقلال سُجنت هناك أجيال من اليوسفيين الذين اختلفوا مع بورقيبة، وقد شمل ذلك خصومه المتهمين بالسعي للإطاحة به، وأجيال من الطلاب الذين طمحوا في المشاركة في إدارة الشؤون العامة. وسُجن هناك أيضًا رجال ونساء من خلفيات مختلفة، كانوا يحلمون بالمواطنة الفعلية، خاصة القوميين واليساريين، وحتى بعض المنتمين للحزب الحاكم نفسه.
وقد اشتهر السجن بوجود تلك المقصلة فيه، ومِن أواخر مَن أعدموا بها هناك مجموعة يطلق عليها قفصة، وذلك عام 1980، وكانت المقصلة هي أداة تنفيذ الإعدام في ذلك السجن حتى بداية التسعينيات، إذ عُرف ذلك القسم باسم جناح الموت، وكان المحكوم عليهم بالإعدام يُحتجزون فيه، وكذلك السجناء المصابون بأمراض عقلية وسجناء الرأي. وبعد ثورة 2010-2011، طالبت شخصيات مرموقة ومنظمات المجتمع المدني بتحويل الموقع إلى موقع ذاكرة، ووعد رئيس وزراء الحكومة الأولى بإنشاء متحف لذكرى القهر والمقاومة. وفي 26 يونيو من كل عام، في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، تخرج مجموعة كبيرة من المنظمات الحقوقية من 'قصر العدل' وتنظِّم وقفة في هذا الموقع بعد إحياء ذكرى معاناة المعتقلين فيه، وتجدِّد الدعوة إلى تحويله إلى موقع للضمير. ورغم هذا كله، أعلن وزير العدل الحالي في عام 2017 أن الموقع سيُخصَّص لإنشاء مقر جديد للمحكمة الابتدائية.