سجن حربوب

يقع سجن حربوب في جنوب البلاد، ويبدو أنه أحد أكثر السجون اكتظاظًا في تونس، ويُعرَف كذلك بظروفه القاسية.

وفي تسعينيات القرن الماضي، زُجَّ في ذلك السجن بكثير ممَّن ينتسب إلى الحركات الإسلامية أو ينتمي إليها؛ وذلك لإذلالهم وكسر شَوْكتهم. وهناك شهادات تصف ما كان يعيشه السجناء من ظروف استبدادية في سجن حربوب، ويبدو أنها مبنية على سياسة قمعية ممنهجة، لا ترقى إلى الحد الأدنى من متطلبات احترام كرامة الإنسان. 

وذلك السجن يقع خارج المناطق الحضرية، وهو ما يجعل وصول الأُسَر إليه أمرًا عسيرًا، وغالبًا ما يكون المبنى مزدحمًا؛ لأنه يستقبل سجناء محافظتين مختلفتين: محافظة مدنين حيث يقع السجن، ومحافظة تطاوين المجاورة، وكذلك الذين يتدفقون من الحدود الليبية. وعلى الرغم من ازدحامه، فإن وضعه العقاري لا يسمح بتوسعته أو إضافة أجنحة أخرى له. ويزيد المناخ الصحراوي، الذي يتميز بجفافه وشدة حرارته، من صعوبة الإقامة داخل جدرانه، حتى إن السلطات كانت ترسل السجناء السياسيين إلى ذلك السجن من باب العقاب والتأديب لهم.