سجن النساء بمنُّوبة
حتى أواخر الستينيات، كانت السلطات تسجن النساء في جناح خاص في السجن المدني في تونس، ثم أُنشئ، بعد ذلك، سجن النساء في منوبة، الضاحية الغربية للعاصمة، في قسم قديم مهجور من قصور دار الباي، وهناك كذلك سجون أخرى بها أجنحة مخصصة للنساء، كسجن المسعدين بالسّاحل. وهناك كذلك مراكز إصلاح خاصة بالفتيات الجانحات. وقد اشتُهر سجن النساء في سبعينيات القرن الماضي عندما نُقلت إليه الطالبات والناشطات اليساريات، وفي التسعينيات انضمت إليهن في السجن كذلك ناشطات حقوق الإنسان وعضوات الحركة اليسارية، مع سجينات من الحركة الإسلامية.
ومن أكثر الجوانب المؤلمة في سجن النساء وجود أطفال وُلِدوا هناك، ولم تر أعينهم نور الحرية، وكذلك حبس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات مع أمهاتهم. وفي سجون النساء عمومًا تضاف تلك المأساة إلى حالات التعذيب والمعاملات المسيئة والمهينة المثبتة أو المزعوم حدوثها، وقد أُبلِغَ كذلك عن حالات اغتصاب من حين إلى آخر، ولعل سجن النساء بمنُّوبة هو أحد أكثر السجون التونسية اكتظاظًا.