سجن ديار بكر

سجنُ ديار بكر هو سجنٌ قائمٌ في ديار بكر في جنوب شرق تركيا، وهي مدينةٌ ذات غالبيّة كُرديّة، يبلغُ عدد سكّانها 1.8 مليون نسمة ويحفلُ تاريخها المُعقّد بممانعةِ الدّولة. في العام 1980، شيّدَت وزارةُ العدلِ سجن ديار بكر. لكنَّ المُنشأة هذه أُحِيلَت، عقبَ الانقلاب العسكري التّركي في 12 أيلول/ سبتمبر 1980، إلى الإدارة العسكريّة فأصبحَت سجنًا عسكريًّا لتنفيذِ قانون الأحكام العرفيّة. على مدى السّنوات الأولى من ثمانينات القرن المنصرم، ضمَّ سجن ديار بكر سجناء ومُعتقلينَ، غالبيّتهم من الأكراد، وشهدَ أقسَى أساليب التّعذيب وأسوأها منهجيّةً على الإطلاق. ولم تقتصر تلكَ الأساليب المُنفّذة في السّجن على القمع الوحشيّ فحسب، بل شملَت مُمارسات التّتريك أيضًا؛ ولعلَّ الأسوأ من ذلكَ كلّه، هو العددُ الهائل من المدنيين المسجونين في سجن ديار بكر والخاضعين للتعذيب، من دون أن تكون لهم أيّ علاقة بالحركات السّياسيّة. فبحسبِ قائمةٍ أعدّتها مجلة تايمز في العام 2008 تحتَ عنوان "أسوأ السّجون في العالم"، حلَّ سجن ديار بكر العسكري في المرتبة الرّابعة عالميًّا. وفي حين يصعبُ تحديد عدد السّجناء الّذين قُتلوا في السّجن، تُفيد السّجلات الرّسمية بأنَّ 34 سجينًا لقوا حتوفهم تحتَ التعذيب المُمنهج ما بينَ العامَيْن 1980 و1984. وقد تعرّضَ الآلاف من نزلاء السّجن لإصاباتٍ بدنيّة، فيما عانوا جميعهم صدماتٍ نفسيّة. في العام 2007، أُنشِئَت لجنة العدالة للبحث عن الحقيقة حولَ سجن ديار بكر، فأجرَت مُقابلاتٍ مُستفيضة مع 462 سجينًا سابقًا، وجمعت أدلّةً وشهاداتٍ عدّة، ونظّمت مؤتمراتٍ وندواتٍ وأعدّت التقاريرَ بناءً على النّتائج الّتي توصّلت إليها. وفي تشرين الثّاني/ نوفمبر من العام 2010، رفعَت اللجنة شكوى جنائيّة بحقّ مُرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سجن ديار بكر العسكري. وفي العام 2015، فُتِحَت تحقيقاتٌ نيابيّة في التعذيب المُمارس في السّجن، إلّا أنَّ أيًّا من المسؤولينَ الرّسميين لم يُحاسَب بعد. وقد أعلنَ الرّئيس أردوغان مؤخّرًا (تحديدًا في 9 تموز/ يوليو من العام 2021) أنَّ سجنَ ديار بكر سيُخلَى وسيُصيّرُ مركزًا ثقافيًّا. ولاقَت الفكرة هذه موجةً عارمة من انتقاداتٍ أبدَاها ناشطون في مجالِ حقوق الإنسان الّذينَ أرادوا تحويلَ السّجن إلى متحفٍ يُوثّقُ انتهاكات حقوق الإنسان (واسمه "متحف العار").