متحف ذمار الاقليمي

شُيِّد متحف ذمار الإقليمي للآثار في منطقة هران، شمال مدينة ذمار سنة 2002 م، وهو المتحف الرئيسي في المحافظة، ويتضمن المتحف 12500 قطعة شاهدة على التراث الثقافي الغني لليمن. ويتكون المتحف من دورين، ويحتوي على خمس قاعات كبيرة لعرض الآثار والمخطوطات والموروث الشعبي لجمهور الزوار، إضافةً إلى غرف مخصصة لتخزين القطع الأثرية، ومعامل لترميم الآثار وصيانتها وحفظها، ومعامل للتصوير، وإنتاج النماذج التعليمية والوسائل السمعية والبصرية.

ويحتوي المتحف على عدة صالات للعرض المتحفي، منها: صالة للآثار القديمة مما عُثر عليه في مناطق مختلفة من المحافظة، أو من خلال الحفريات الأثرية؛ وصالة للآثار الإسلامية وأهمها منبر الجامع الكبير بذمار؛ وصالة ثالثة لعرض نماذج من الموروث الشعبي في المحافظة. وفي نهاية عام 2014، سيطرت جماعة الحوثي على موقع المتحف، في إطار انتشارها واقتحامها للمدن اليمنية المختلفة، ضمن خطة السيطرة التي أعقبت الانقلاب. 

وقد عمد الحوثيون، كعادتهم، إلى تحويل كل المؤسسات المدنية والمتاحف والمواقع الأثرية إلى مواقع عسكرية ومخازن لتخزين السلاح، وسجون لإخفاء المعتقلين من المعارضين لحركتها، فحُوِّل موقع متحف ذمار الذي يقع على ربوة هران، شمال ذمار، إلى مخزن للسلاح، ومركز اعتقال لإخفاء المعتقلين من المواطنين الذين اعتُقلوا من أكثر من مدينة، ثم أُودِعُوا في مبنى المتحف. وقد أدى هذا إلى استهداف المتحف، الذي أصبح الآن معتقلًا في مايو 2015، من طيران التحالف، وهو ما خلَّف خسائر كبيرة في مبنى المتحف، وتعرض العديد من المقتنيات للنهب والسرقة، وإلى مقتل العديد من المواطنين، حيث كانوا مختفين قسريًّا داخل مبنى المتحف على يد جماعة الحوثي قبل تعرضه للقصف. وقد دُمِّر المبنى كليًّا بسبب ضربات الطيران، ونتج عن ذلك انفجارات شديدة للأسلحة المكدسة التي كدسها الحوثيون في المبنى. ونتيجة لهذه الانفجارات وضربات الطيران، وصل مستوى الضرر في مبنى المتحف الوطني بذمار والواقع على مرتفع هران إلى نسبة 100%، بالإضافة إلى الخسائر العلمية بفقدان وإتلاف سجلات القطع الأثرية وكشوفها، وكذلك نتائج الدراسات العلمية للحفريات والمسوحات، سواء الوطنية أو البعثات والجامعات الأجنبية، وأهمها الدراسات والنتائج التي لم تُنشَر بعد.