قرية سنبان
تحوَّل حفل عرس في منطقة سنبان، بمديرية عنس، إلى مجزرة بشعة، بعد أن استهدفته دول التحالف بضربة جوية، وهو ما أودى بحياة 43 شخصًا أغلبهم من النساء والأطفال، وجُرح 70 آخرون. وذلك في إحدى ليالي أكتوبر، بينما كانت عائلة السنباني تعد للاحتفال بزفاف ثلاث عرائس. ثم بدأت العائلات المدعوة تتوافد إلى حفل الزفاف في التاسعة مساءً في 8 أكتوبر، بعد حضور العرائس الثلاث لمنزل السنباني الذي يقع على تلة صغيرة تطلّ على قرية سنبان، نحو 150 كم جنوب صنعاء. وكان الحاضرون يسمعون أصوات الطائرات النفاثة طوال المساء، لكنهم لم يعتقدوا أنهم كانوا في خطر؛ لأن الطائرات كانت تحلِّق من قبلُ في المنطقة دون تنفيذ أي هجمات.
لكن إحدى طائرات التحالف ألقت قنبلة، فتسببت في انفجار أسطوانات الغاز والديزل والبنزين المخزَّنة من أجل حفل الزفاف، وأشعلت المبنى، فقُتل وأُصيب على إثرها ما يقرب من 43 شخصًا، بينهم ثلاثة من العرسان والعرائس.
بالإضافة إلى تدمير منزل السنباني، تضرر 25 منزلاً آخر في القرية أيضًا بعد تلك الغارة الجوية. وذكر بعض أفراد عائلة السنباني، وغيرهم من السكان، أن المنطقة لم يكن فيها أي أهداف عسكرية أو قوات للحوثيين، ولا حتى نقطة تفتيش. وقد قتلت تلك الغارة الجوية 43 شخصًا، بينهم 13 امرأة، و16 طفلًا، وأصيب العشرات، في صورة تشكل واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي. ولم يتلقَّ الضحايا أي تعويض من التحالف.
ومنذ 26 مارس 2015، شنَّت قوات التحالف بقيادة السعودية ومعها 9 دول عربية، وبدعم أمريكي مباشر، حملة عسكرية على الحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن. وقد ذكرت وكالة هيومن رايتس ووتش وغيرها أن عدد الغارات الجوية العشوائية التي شنتها قوات التحالف أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المدنيين اليمنيين. وليست هناك معلومات تشير إلى إجراء تحقيقات في الهجمات غير القانونية المزعومة، كما ينص على ذلك القانون الإنساني الدولي