محكمة المنصورة الابتدائية
أُضيفَ هذا القسم الجديد مؤخرًا إلى محكمة المنصورة ضمن جهود مكافحة الإرهاب، وهو الذي غالبًا ما تكون محاكماته مسيَّسة ومفتقدة للعدالة والمنطق، مثل تلك القضية بتاريخ 28 فبراير 2014، عندما أُعلِنَ عن مقتل رقيب الشرطة عبد الله متولي علي الحملي، 42 سنة، من قرية الحجايزة بمركز السنبلاوين، وكان حارس منزل المستشار “حسين قنديل” قاضي اليمين في هيئة محاكمة الرئيس [الأسبق] 'محمد مرسي'، الذي كان محتجزًا آنذاك، وذلك بعد أن أطلق ملثمون يركبون دراجة نارية الرصاص الحي عليه، ثم فروا هاربين.
وفي أول مارس 2014، شنَّت وزارة الداخلية حملات أمنية على جميع مراكز محافظة الدقهلية -'بلد القتيل'- فأسفرت عن القبض العشوائي على 21 شابًّا، دون سند قانوني أو أي أدلة تثبت تورطهم في الجناية، وتعرضوا بعدها للإخفاء القسري بمدد متفاوتة، لاقوا فيها جميع أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، بناءً على أقوالهم أمام النيابة العامة، وذلك لإكراههم على الاعتراف بجريمة قتل الرقيب المذكور. وكانت النيابة العامة قد باشرت التحقيق معهم، ووجَّهت إليهم جرائم الانضمام لجماعة أُسِّست على خلاف القانون، وحيازة أسلحة وذخائر، وقتْل الرقيب عبد الله متولي، وتشكيل خلية إرهابية استهدفت السلطات القضائية وأفراد الشرطة.
وفي 15 يونيو 2014، قرَّر النائب العام إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، وعُقدت أول جلسة محاكمة للمتهمين بمحكمة جنايات المنصورة في 18 أغسطس 2014 تحت رئاسة المستشار “منصور صقر”، ثم نُقلت القضية بعدها إلى المستشار “أسامة عبد الظاهر”، ثم توالت التأجيلات للنطق بالحكم إلى 9 يوليو 2015، أي بعد 16 شهرًا من المداولة.
وأحال “عبد الظاهر” أوراق 9 من الشباب حضوريًّا إلى المفتي، ومن ثَم، حُكم عليهم بالإعدام شنقًا، ورفضت محكمة النقض مؤخرًا طعون 6 منهم، وأيَّدت حكم الإعدام عليهم، وهم:
- خالد رفعت جاد عسكر، خريج كلية العلوم وطالب دراسات عُليا، اختُطف من الشارع في الثاني من مارس 2014.
- إبراهيم يحيى عبد الفتاح عزب، خريج كلية الصيدلة، ومُعتقل منذ أن كان طالبًا بالفرقة الرابعة، إذا اختُطف في الأول من مارس 2014 من شقة في شارع المرور بمدينة المنصورة.
- أحمد الوليد السيد الشال، طبيب امتياز بكلية الطب، اختُطف في الثاني من مارس 2014، وهو يقود سيارته في شارع أحمد ماهر بمدينة المنصورة.
- عبد الرحمن محمد عبده عطية، طالب بالفرقة الرابعة بكلية طب جامعة الأزهر، أُلقي القبض عليه عشوائيًّا في مارس 2014.
- باسم محسن الخريبي، يبلغ من العمر 27 عامًا، يعمل مهندسًا لدى شركة تابعة لهيئة السكك الحديدية، اختُطف في الرابع من مارس 2014 من أحد شوارع مدينة المنصورة .
- ممدوح وهبة، طالب بالفرقة الثانية كلية الهندسة، اختُطف في الثاني من مارس 2014.
و التواصل مع ممثلي الدفاع عن المتهمين، علمنا أنهم قدموا إلى محكمة النقض عددًا من الأدلة والبراهين من خلال مذكرات الدفاع، توضح بما لا يدع مجالًا للشك مخالفة الحكم الصادر بحق المتهمين لأبسط معايير المحاكمات العادلة، وأنهم عدَّدوا أكثر من 10 أسباب قانونية واضحة ضد حكم محكمة الجنايات، لكن محكمة النقض المصرية لم تتطرق حتى إلى تلك الأسباب، وأيَّدت الحكم على المتهمين.
وكانت اللجنة الأفريقية قد أصدرت قرارًا في الشكوى رقم 571 لسنة 2015 المقدمة من أحد محامي الضحايا، تطالب مصر بوقف حكم الإعدام لمخالفته للمواد 4، و5، و7 من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. و كذلك، فإنه في حالة تنفيذ أحكام الإعدام في تلك القضية، وبعد إصدار اللجنة الأفريقية قرارها المشار إليه، سيُعد هذا انتهاكًا كبيرًا للحق في عدم جواز تنفيذ حكم الإعدام أثناء نظر دعوى الاستئناف أو الْتِماسات الرأفة؛ إذ لا يجوز تنفيذ حكم الإعدام حتى يستنفد المتهم جميع حقوق الاستئناف المكفولة له، أو تنتهي المهلة المحددة لطلب استئناف الحكم، وحتى ينتهي النظر في طلبات الاستئناف المقدمة منه للقضاء، ومن بينها التظلمات المقدمة للهيئات الدولية، ومنها اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والْتِماسات العفو أو تخفيف الحكم. وهو ما نُصَّ عليه في المادة 6 (4) من العهد الدولي: “لأي شخص حُكم عليه بالإعدام حق التماس العفو الخاص أو إبدال العقوبة. ويجوز منح العفو العام أو العفو الخاص أو إبدال عقوبة الإعدام في جميع الحالات.”
وعلى مدى سنوات الحرب، شكَّلت نقطة "أبو هاشم" خارج رداع بمحافظة البيضاء عامل قلق ورعب لكثير من المسافرين؛ خشية الاختطاف الذي يتعرضون له على أيدي مليشيات الحوثي المتمركزة في نقطة باسم القيادي المشار له آنفًا.وبعد قطع طريق صنعاء مأرب، وإغلاق منفذ الطريق البري الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، ازدادت أهمية هذا الخط الذي أصبح شريانَ حياةٍ لكثير من المواطنين اليمنيين؛ إذ لا بد للمسافرين إلى محافظة حضرموت وشبوة ومأرب، والمسافرين أيضًا من المملكة العربية السعودية وإليها، أن يمروا بهذا الطريق المليء بالرعب والخوف، والذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي.وقد مارست هذه النقطة أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات في حق المدنيين المسافرين على هذا الطريق؛ إذ تعرض عددٌ كبير من المسافرين للاختطاف والتعذيب، ويشار بأصابع الاتهام إلى "أبو هاشم"، بأنها المسؤولة عن جرائم قتل المسافرين ونهبهم واختطافهم وتعذيبهم.