الخسفة
تُعد الخفسة من المواقع التي تخلَّص فيها تنظيم داعش من جثث الضحايا الذين قتلهم، أو قُتِلوا بناءً على إدانتهم بخرق أوامر التنظيم، وذلك بدايةً من منتصف عام 2014، بعد سيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي في محافظة نينوى.
والخفسة تجويفٌ ضخم وعميق جدًّا في الأرض، تشكل نتيجةً لظواهر طبيعية يُعتقَد أنها بسبب اصطدام نيزك عملاق. وتقع على بُعد 15 كم جنوب مدينة الموصل، وهي ضمن المنطقة الإدارية لمنطقة حمام العليل.
وفي أغسطس 2015، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية -لأول مرة- عن قائمة بأسماء ضحاياه، نشرها ووزَّعها على مراكز الشرطة. وتضمنت القائمة 2070 ضحية من نساء ورجال وأعضاء في الحكومة، بالإضافة إلى إعلاميين ومرشحين للانتخابات وآخرين، مع اختلاف تواريخ اعتقالهم على يد تنظيم داعش. فوفقًا الخبراء، قُتل جميع الضحايا المذكورين آنفًا بطرق مختلفة، قبل التخلص منهم في هوة الخفسة.
بالإضافة إلى ذلك، أكَّد شهود عيان أن تنظيم داعش اعتاد إعدام الضحايا في مناطق قريبة من مدينة الخفسة قبل نقل جثثهم وإلقائها في الوادي، وهو ما كان يمثِّل عقوبة للضحايا ولعائلاتهم الذين لم يتمكنوا من العثور على جثث أحبائهم ودفنها، وقد تبنَّى التنظيم هذا النهج الوحشي ليكون وسيلةً لبثِّ الخوف بين أفراد المجتمع.
ويبدو أن الحكومة وغيرها من الجهات الأخرى لا تبذل أي جهد للعثور على حقائق عن الضحايا، بسبب نقص القدرات الفنية، وكذلك لكَوْن المنطقة محاطةً بالألغام والمتفجرات التي زرعها التنظيم حول المكان، لمنع الأفراد والحافلات من الوصول إليها. وأيضًا هناك مقبرتان جماعيتان تحتويان على مئات الجثث التي تراكمت لضحايا آخرين عشوائيًّا من مناطق قريبة، مثل "الزكروتية" و"مقبرة كلية الزراعة". ومع هذا، لم يُنقَّب عن هذه المقابر الجماعية حتى يومنا هذا، ولم يُتعرَّف على الجثث فيها بالطبع، وهو ما يضيف عبئًا إضافيًّا على عاتق العائلات، من الناحيتين النفسية وحقوق الإنسان.