مذبحة معسكر سبايكر

العراق

حدثت هذه المذبحة بعد سقوط محافظة صلاح الدين في يد تنظيم داعش في 12 يونيو 2014، فمع تقدُّم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تجاه وسط تكريت، لاقوا في طريقهم أكثر من 1700 طالب، ما بين متدرِّب وعسكري غير مسلح، وآخرين بملابس مدنية، في طريقهم لزيارة عائلاتهم في المحافظات الأخرى. فاستوقفهم التنظيم وجمَعَهم، وأمرهم بالصعود إلى شاحنات كبيرة لنقلهم إلى محطة الحافلات الرئيسية في تكريت.

 

وفي الطريق، توقفت الشاحنة بالقرب من منطقة القصور الرئاسية على ضفاف نهر دجلة، حيث فرَّق التنظيم بين الطلاب على أساس انتماءاتهم الطائفية، وقتل ما يُقدَّر بنحو 1700 شاب شيعي، بينما أبقى على حياة أبناء الطوائف الأخرى وأطلق سراحهم.

 

وقد نشر التنظيم بعد ذلك مقاطع فيديو صادمة للغاية لتلك المذبحة الجماعية للضحايا، تظهر إطلاق الرصاص على بعضهم في الرأس، ثم يُلقَوْن مباشرة في النهر، وبعضهم قُتِلوا بإطلاق النار عليهم في مجموعات، ثم دفنهم بسيارات عملاقة. وقد استخدم السياسيون هذا الحادث بطريقة سلبية، حتى إن بعض قبائل المنطقة اتُّهمت بالتورط في هذه الجريمة، التي كان لها دور رئيسي في زيادة الانقسام الطائفي في المنطقة.

 

وقد اكتُشف كثير من المقابر الجماعية بعد تحرير المنطقة، في الوقت الذي لا تزال فيه جثث الكثير من الضحايا التي ألقيت في نهر دجلة مفقودةً. فوفقًا لبعض الروايات، نُقل عدد من الضحايا إلى سوريا قبل إعدامهم هناك. ومع هذا، فهناك بعض القصص التي تُظهِر تضامُن السكان المحليين الذين نجحوا في إنقاذ حياة بعض هؤلاء الشباب، ومنهم 'أم قصي' التي احتفت بها وزارة الخارجية الأمريكية وكافأتها، باعتبارها واحدةً من أكثر النساء شجاعةً في العالم؛ وذلك لإنقاذها الشباب الشيعة من موت حتمي.

An Iraqi man prays for his slain relative at the site of a mass grave, believed to contain the bodies of Iraqi soldiers killed by ISIL at Camp Speicher on April 3, 2015 [AP/Khalid Mohammed]
An Iraqi man prays for his slain relative at the site of a mass grave, believed to contain the bodies of Iraqi soldiers killed by ISIL at Camp Speicher, Al Jazeera, 3 April, 2015 [AP/Khalid Mohammed]