كوجو، مجزرة سنجار

في ساعات الصباح الباكر يوم 3 أغسطس 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مركز قضاء مدينة سنجار وقراها، ومنها قرية كوجو، التي تبعد حوالي 21 كم جنوبًا، وقد جمع أعضاء تنظيم داعش أهالي تلك القرية في العراء، وطلبوا منهم أن يذكروا بوضوح هل يريدون البقاء على الإيزيدية أم يريدون اعتناق الدين الإسلامي. ولكن كثيرًا من أهل تلك القرية لم يعرفوا ما مصير مَن سيبقى على الدين الإيزيدي ويرفض الإسلام، فقرر تنظيم داعش قتل أولئك أو استعبادهم دون تردد؛ عقابًا لهم على رفض الدخول في الإسلام، وفق تفسيراته. 

وقد قتل التنظيم أكثر من 70 رجلًا، ونقل النساء والأطفال إلى مناطق نائية ليكونوا عبيدَ جنسٍ، ووُزِّعوا على المقاتلين مكافأةً لهم. ومجزرة الإيزيديين بكوجو تُعد الكبرى من نوعها في محافظة نينوى، إذ استهدف التنظيمُ الأقلياتِ الدينية وقتل العشرات واستعبد المئات من النساء.

ومن أولئك الناجيات من تلك المجزرة، نادية مراد، من قرية كوجو، وقد مُنحت جائزة نوبل للسلام. عملت نادية بلا هوادة لتعريف العالم بحجم المأساة التي يعانيها المجتمع الإيزيدي، وخاصة النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والقتل. ومؤخرًا، حُفرت المقبرة الجماعية في كوجو تحت إشراف فريق دولي بعد تأخيرات عديدة بسبب الخلافات بين أربيل وبغداد، بشأن حقِّ كلٍّ من الطرفين في الإشراف القضائي على عملية التنقيب، وبعثة تقصِّي الحقائق. ولا يزال هناك بالقرب من كوجو العديد من المقابر الصغيرة، التي لم يُنقَّب عنها بعدُ أو تُوثَّق، وهو ما يُعد أحد الأسباب الرئيسية لعدم رجوع عشرات الآلاف من الإيزيديين النازحين إلى المناطق التي أُقصُوا منها.