حائط معمل الببسي
إبَّان معارك تحرير مدينة الموصل من بين براثن داعش عام 2017، كان هناك ممرٌّ مخصص للمدنيين الفارين من المعارك التي جرت بجوار الجدار الخارجي لمصنع البيبسي في المدينة، وكان أحد الممرات التي خصصتها قوات الأمن التي حرَّرت المدنيين من أجل الفرار تجاه القوات النظامية، غير أن تنظيم داعش انتهج سياسة ركزت على مهاجمة مجموعات المدنيين الهاربين من جحيم أعماله الوحشية، لأنه بناءً على أدبيات الفصائل المسلحة المتطرفة، يُعتبَر الفرار من أرض ما يُسمَّى الخلافة رفضًا لشرعية تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام'، وهو ما يجعل الهاربين في حكم 'المرتدين' المستحقين للإعدام، وفق نصوصهم الدينية التي أساؤوا فهمها وتطبيقها.
وقد احتمى النساء والأطفال والرجال وذوو الإعاقة خلف الجدار (أي جدار مصنع البيبسي) أثناء فرارهم. فبدأ قناصة من داعش يطلقون وابلًا من الرصاص استمر ساعاتٍ طويلةً، وهو ما أودى بحياة حوالي 100 مدني، على الرغم من وجود تقديرات أخرى تشير إلى أن عدد القتلى بلغ 200.
وانتشرت أنباء تلك المجزرة انتشارًا واسعًا في وسائل الإعلام المحلية والدولية، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر تنظيم داعش مقاطع فيديو توثِّقها. وقد أظهرت تلك المقاطع إشارات ونداءات استغاثة متواصلة من المصابين والجرحى، وخاصة بين الأطفال والنساء، بعد قصفهم بالقنابل اليدوية، وقبل أن يصطادهم القناصون. واستغرقت قوات الأمن وقتًا طويلًا للوصول إلى مكان الحادث، إذ لم يكن هناك أي ناجٍ من الضحايا.
وقد بادرت مجموعة من الشباب المقيمين في المناطق المجاورة بكتابة أسماء الضحايا، الذين جرى التعرُّف عليهم، على جدار مصنع (البيبسي)؛ في محاولة للحفاظ على ذكرى هذه المجزرة الدموية.