حاجز البربير

لبنان
١٩٧٥

أصبح حاجز البربير ومحيطه، بسبب موقعه الإستراتيجي على طول خط الجبهة، مسرحًا لأعمال قتل وخطف كثيرة، إضافةً إلى المناوشات بين الميليشيات المتناحرة وجيوش الدول المختلفة التي تتصارع من أجل السيطرة عليه. ويقع حاجز البربير على "الخط الأخضر" الذي يفصل بين بيروت الشرقية والغربية،  وكان نقطة التفتيش الرئيسية للدخول إلى "بيروت الغربية" أو مغادرتها. وكان في مواجهة الحاجز على بُعد مئات الأمتار منه حاجزُ المتحف (المتحف الوطني) الذي كان كذلك نقطة تفتيش رئيسية لدخول بيروت الشرقية أو مغادرتها، ومن هنا كان الطريق بين هذين الحاجزين معروفًا باسم معبر "متحف-البربير". وفي البداية أُنشِئَ حاجز البربير في أواخر 1975، وظل نشطًا نشاطًا متقطعًا حتى أُزِيلَ أخيرًا في 22 أكتوبر 1989، عندما اعتُبرت اتفاقية الطائف نهايةً للحرب الدائرة آنذاك.

في بداية الأمر، في أواخر عام 1975، أنشأت منظمةُ التحرير الفلسطينية والمرابطون، وهي ميليشيا يسارية لبنانية، ذلك الحاجز وأدارَتْه، وعندما انتهت الحرب، التي استمرت زهاء عامين، في أكتوبر 1976 أُزيلَ الحاجز، ولكن القوات المشتركة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أعادت إنشاءَه مرة أخرى في بداية عام 1977، وظل الحاجز تحت سيطرة تلك القوات حتى صيف أغسطس 1982، عندما انتُخب أمين الجميل رئيسًا للبنان. وفي 'انتفاضة 6 فبراير 1984' أعادت حركة أمل إنشاء حاجز البربير مرة أخرى، وفي أواخر عام 1984، سيطر الحزب الشيوعي على الحاجز قبل أن تبسط مجموعات من المسلحين المنتمين إلى "بيروت الغربية" يدها عليه هناك، وبقي على هذا الحال حتى نهاية الحرب. 

وخلال أواخر عام 1975 وحتى عام 1977، كانت نقطة التفتيش مسرحًا للعديد من عمليات الاختطاف التي نفذتها منظمة التحرير الفلسطينية. وقد نُقل المعتقلون للاستجواب إلى مقر منظمة التحرير الفلسطينية بمركز أمن الفرقة 17 في منطقة الفاكهاني، الذي يبعد كيلومترًا واحدًا عنه. وأُخذ بعض المختطفين من الحاجز ونُقلوا إلى حرش بيروت (وهي حديقة عامة تبعد 200 متر عنه)، حيث أُعدِموا هناك (وقد اعترفت الحكومة اللبنانية بوجود مقبرة جماعية في حرش بيروت). وخلال الفترة بين 1982 و1984، توقفت عمليات الاختطاف، على الأقل في وتيرة تكرارها.

وفي أبريل 1984، وافقت الميليشيات المسيحية والإسلامية على تسليم المعبر لضباط الشرطة الوطنية، ولكن بعد أربعة أيام، استولت حركة أمل عليه، ووضعته تحت سيطرتها. وإبان تلك الفترة نُقل المحتجزون في الحاجز إلى ثكناتها في برج المر، الواقع في ناحية  القنطاري، على بُعد كيلومتر ونصف. وقد أصبح معبر متحف-بربير معروفًا بأنه أحد الممرات النادرة، حيث يمكن للناس العبور من جانب واحد من المدينة إلى الجانب الآخر خلال أوقات الهدنة. وبسبب موقعه الإستراتيجي ذلك على طول الجبهة، أصبح المعبر ومحيطه موقعًا لأعمال قتل وخطف متفاقمة، هذا، غير المناوشات بين الميليشيات والجيوش المتناحرة لبسط سيطرتها عليه. 

مُقاتلٌ من الحزب التّقدمي الاشتراكي الدّرزي يحتمي من القنص في جهة البربير من منطقة المتحف الواقعة على الخطّ الأخضر الّذي قسمَ بيروت إلى غربيّة وشرقيّة خلالَ الحربِ الضّروس. صورة بعدسة بيل فوليه، من مجموعة صور الحياة، ۱ أيّار۱۹۸٥
مُقاتلٌ من الحزب التّقدمي الاشتراكي الدّرزي يحتمي من القنص في جهة البربير من منطقة المتحف الواقعة على الخطّ الأخضر الّذي قسمَ بيروت إلى غربيّة وشرقيّة خلالَ الحربِ الضّروس. صورة بعدسة بيل فوليه، من مجموعة صور الحياة، ۱ أيّار۱۹۸٥

صور

مُتجوّلون وسيارات تجتازُ حاجز البربير- المتحف، صورة بعدسة نبيل اسماعيل/ وكالة فرانس برس، عبرَ موقع صور جيتي، بيروت، ٤ تموز ۱۹۸۹
مُتجوّلون وسيارات تجتازُ حاجز البربير- المتحف، صورة بعدسة نبيل اسماعيل/ وكالة فرانس برس، عبرَ موقع صور جيتي، بيروت، ٤ تموز ۱۹۸۹

فيديو

Remote video URL
أحدُ المُقيمينَ في البربير، مُقابلة أجرتها جمعية معًا من أجل المفقودين, ۱۰ نيسان ۲۰۱۸.
Remote video URL
: أحدُ المُقاتلين القُدامى في ميليشيا أمل، البربير، مُقابلة أجرتها جمعية معًا من أجل المفقودين,۱۰ نيسان ۲۰۱۸
Remote video URL
أحدُ المُقيمينَ في حيّ البربير، مُقابلة أجرتها جمعية معًا من أجل المفقودين,۱۰ نيسان ۲۰۱۸