حصن الشكلي
تقع جزيرة شكلي في الجزء الشمالي من بحيرة تونس، وهي تعرف بحصن بفورت سانتياجو دي شكلي، وهي قلعة رومانية قديمة أعاد بناءَها الحاكمُ الإسباني لمنطقة جويلتا (حلق الوادي) ليوي بيريز فارجا، بين 1546 و1501 م.
وعلى مساحة هكتار ونصف، وهذه الجزيرة تحوي بقايا قصر متهدِّم. وفي عام 940 هـ/ 1533 م، بنى الإسبان حصنًا منيعًا استولى عليه الجيش العثماني فيما بعدُ. وعلى الرغم من تدميره في العام نفسه عند وصول العثمانيين بقيادة سنان باشا وعلي أولوك، وذلك بعد هزيمة الزعيم الإسباني خوان دي زاما كيرا في معركة شهدت استسلام 50 جنديًّا بسبب الجوع. وإبَّان الاحتلال الإسباني، كانت الجزيرة تُسمَّى شيكلي سانتياجو، وهذا الحصن أصبح مهجورًا ومدمَّرًا فيما بعدُ، قبل أن يرمِّمه الحاج مصطفى داي عام 1070 هـ/ 1659 م، ثم جعله بعض النبلاء سجنًا. وفي عام 1922 م، أُدرِجَت الجزيرة ضمن المواقع التاريخية، ثم رمَّم الحصن أيضًا عام 1660 م داي التونسي "الحاج مصطفى لاز" (1653-1665)، وحُوِّل إلى مستشفى للأمراض المُعدية في عهد حمودة باشا. وفي عام 1830 م، تُخلِّيَ عن الحصن تمامًا. واستمرارًا لمنطق الانفصال عن الناس، والانفصال عن الحياة، والتحصين من الهجمات، وهي سمة من سمات فلسفة السجون القديمة في أوائل القرن العشرين، استُخدمت جزيرة شيكلي لتكون "غرفة صحية''، أو منطقة حجر صحي للسفن العائدة من الشرق الأقصى عبر قناة السويس، تمامًا كما حدث مع موانئ غار الملح وحلق الوادي منذ القرن السابع عشر. ثم أُعلِنَت الجزيرة موقعًا للتراث الثقافي الوطني في ديسمبر 1993 م بفضل وزارة الثقافة التونسية. ويجري الآن ترميم الحصن ضمن اتفاقية تعاون تونسية-إسبانية بين فرق من المعهد الوطني للتراث وجامعة مدريد. ثم أعقبت أعمالَ التطهير والتنظيف عام 1994 م أعمالُ التنقيب الأثرية في 1995 م، وكُشف عن لوحات فسيفساء تعود إلى العصر البيزنطي والروماني (القرنين الرابع والخامس).