حاجز أبو هاشم
أبو هاشم هو قائد جماعة أنصار الله الحوثية، والمشرف على نقطة رداع.
كانت نقطة "أبو هاشم" تمثل، على مدى سنوات الحرب، خارج رداع بمحافظة البيضاء، عاملَ قلقٍ ورعب لكثير من المسافرين خشيةَ الاختطاف الذي يتعرضون له على أيدي الحوثيين المتمركزين في نقطة باسم القيادي أبو هاشم. وبعد قطع طريق صنعاء مأرب، وإغلاق منفذ الطوال البري الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية، ازدادت أهمية هذا الخط الذي أصبح شريانَ حياةٍ لكثير من المواطنين اليمنيين؛ إذ لا بد للمسافرين إلى محافظة حضرموت وشبوة ومأرب، وللمسافرين كذلك من اليمن إلى المملكة العربية السعودية والعكس، أن يمروا بهذا الطريق المليء بالرعب والخوف، وتسيطر عليه جماعة أنصار الله (الحوثيين).
فعلى سبيل المثال، يحتاج المريض، المضطر إلى تلقي العلاج خارج البلاد بسبب انهيار الخدمة الطبية داخلها، إلى ما 24 ساعة تقريبًا لكي يصل من صنعاء إلى مدينة سيئون، جنوب شرقي اليمن، من أجل السفر عبر مطار سيئون. ويمر هذا الطريق بخطوط تماس بين مناطق سيطرة طرفَي الحرب، مثل منطقة قانية بين محافظتي البيضاء ومأرب، التي تشهد اشتباكات متقطعة. ويستغرق الوصول من صنعاء إلى عدن 10 ساعات، وفي كلتا الحالتين، يخضع المسافرون للتفتيش في عشرات النقاط الأمنية والعسكرية، التي تتفحص الجوازات والتذاكر، وتستجوبهم بشأن أسباب السفر ووجهته، وقد يقرر أحد أفراد نقطة ما، وفق هواه، منعَ بعض المسافرين من مواصلة رحلاتهم وإعادتَهم من حيث أتوا.
وترتفع وتيرة التعسفات، أو تنخفض، حسَب الوضع الأمني والعسكري العام في اليمن، أو الخاص في مناطق بعينها. فكلما كان هناك تصعيد واشتباكات مسلحة، ارتفع مستوى التعسفات وشدة الإجراءات، والعكس. وقد ارتُكب في هذه النقطة أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين المسافرين على هذا الطريق، حيث تعرض عدد كبير من المسافرين للاختطاف والتعذيب. ويُذكَر أن نقطة أبو هاشم تلك مسؤولة عن جرائم نهب واختطاف واستجواب وتفتيش وحرمان من السفر للمسافرين اليمنيين.
وقد تعرَّض عشرات المسافرين للإيقاف عند هذه الحواجز ساعات طويلة، ومنهم مرضى وكبار السن، وأطفال ونساء، إضافةً إلى ذوي الاحتياجات خاصة. وقد تعرَّض عشرات للاعتقال والإخفاء القسري في رداع ومأرب والضالع، ومنهم مَن لا يزال رهن الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي منذ أشهر. وهناك العشرات من المسافرين الذين طالتهم اعتداءات وإهانات مختلفة من مسلحي هذه الحواجز والنقاط.
وبحسب المصادر فإن أبو هاشم ينتمي الى منطقة ريام في مديرية رداع، وهو أحد أتباع حسين بدر الدين الحوثي، وقد درَس في صعدة عدة سنوات، وشارك في الحرب ضد أبناء قيفة ورداع، قبل أن يسيطر الحوثيون على البلاد في 21 سبتمبر 2014. وفي يناير 2019، استبدلت قوات الحوثي قائد النقطة العسكرية "أبو هاشم الريامي" بآخر في صفوفها يُدعَى "أبو حزب الله"، وتؤكد المصادر أن القائد الحوثي الجديد يستخدم الأسلوب السابق نفسه للقيادي الحوثي أبو هاشم في عرقلة مرور حركة المواطنين وتفتيشهم ومنعهم من السفر.
ومن تلك الانتهاكات التي تمارسها نقطة أبو هاشم مع المسافرين:
الاختطاف والتعذيب الجسدي
الإخفاء القسري
جرائم القتل والنهب