نقطة الحبيلين

اليمن
2016

هناك عدد من نقاط التفتيش في محافظة لحج، بجنوب اليمن، تمارس انتهاكات ضد المواطنين القادمين من المحافظات الشمالية. وتقع تلك النقاط على الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة عدن، وأغلب تلك النقاط كانت في مديريات ردفان، وتحدث أبرز الإنتهاكات في “أربع” نقاط رئيسة، منتشرة على الطريق بين الجبلين والعند، وتنتشر أيضًا أعمال السلب والنهب للمسافرين في النقطة الرئيسية والمعروفة باسم "الجبلين". وقد يحتاج المريض، المضطر إلى تلقي العلاج خارج البلاد، أو من يريد أن يتابع تخليص معاملة وزارية أو استلام راتبه الشهري من أبناء المناطق الشمالية إلى السفر من صنعاء إلى عدن 10 ساعات.

ويخضع المسافرون للتفتيش في عشرات النقاط الأمنية والعسكرية، التي تتفحص الجوازات والتذاكر، وتستجوبهم بشأن أسباب السفر ووجهته، وقد يقرر أحد أفراد نقطة ما، وفق هواه، منعَ بعض المسافرين من مواصلة رحلاتهم وإعادتَهم من حيث أتوا. وهكذا يكون مَن اضطر إلى التنقل عبر هذه الطرقات والمعابر رهن أهواء أفراد بإمكانهم التعامل بتعسف مع أي مسافر، وفحص هُويته الشخصية؛ ولهجته، ولقبه، وأصوله العائلية، ولون بشرته، ومكان ميلاده، ومكان إقامته، ومجال عمله، وآرائه، وملفات هاتفه الشخصي، وطريقة لبسه، وإجراءات أخرى لا يمكن تخيُّلها. 

وعلى الرغم من ذلك، فليس هناك آلية للتظلم ورفع الشكاوى، إذ ينزل المسافرون من وسائل النقل ويُوقَفون وتُفتَّش أمتعتهم ويُطلَب منهم إبراز وثائق إثبات الشخصية، ويتعرضون للسب والشتم والتمييز بينهم بناءً على المناطق التي ينتمون إليها، وأحيانًا يُوقَفون وتؤمر المركبات بالمغادرة، وبعضهم يبقى ساعات طويلة، بينما يوجَّه أغلبهم باتجاه محافظة الضالع، ويمنعون من الوصول إلى عدن. وتنتشر هذه النقاط في طريق لحج-عدن، وتتبع لـ"الحزام الأمني" المدعوم من الامارات، فتبتزّ المواطنين، وتأخذ منهم مبالغ مالية دون وجه حق، إضافة إلى حرمان المرضى من العلاج الذي يحتاجونه في الخارج نتيجة انهيار الخدمة الطبية، وحرمان الطلاب والتجار والمغتربين والهاربين من نيران الحرب من حق حرية التنقل، المكفول في الدستور ومواثيق الأمم المتحدة، وتعريضهم لمخاطر ومعاناة لا ضرورة لها. فقد عاقت القيود التي فرضها أطراف الحرب وصول المساعدات الطبية والإغاثية والمواد الأساسية والوقود إلى ملايين السكان في مناطق كثيرة. 

إن هذه النقاط والحواجز الأمنية والعسكرية، التي تنتهك حقوق عشرات الآلاف من السكان على طول الطرقات والمنافذ، وتعوق وصول المساعدات الإنسانية الإغاثية والطبية والمواد الأساسية إليهم، وتصطنع العراقيل أمام حقهم في التنقل، تكشف جانبًا من حقيقة هذه الحرب العبثية، إذ تكشف عن مسؤولية أطرافها حيال تفاقم المأساة الإنسانية في اليمن، وخلق الفوارق وتكريسها وتعميقها من دون مبالاة بآثار ذلك على حاضر عموم اليمنيين ومستقبلهم.

A checkpoint in the Habilin area
A checkpoint in the Habilin area