مدينة براقش الاثرية بالجوف

اليمن
أيلول 2014

كانت بَراقِش مدينة تُعرَف في النقوش اليمنية القديمة المسندية باسم يثل، وتُعتبر العاصمة الدينية لمملكة معين، وهي أقدم مدينة باليمن، يرجع تاريخها إلى 1000 سنة قبل الميلاد. وقد أعاد السبئيون بناء سورها تقريباً عام 500 ق. م، لكنها شهدت عصرها الذهبي حوالي عام 400 ق. م، عندما اتخذها المعينون عاصمةً لهم. ثم بقيت يثل العاصمة الدينية لمملكة معين بعد تحول العاصمة إلى قرناوا. وقد ذكر المؤرخ إسترابون اسم هذه المدينة، من بين المدن التي نزلها القائد الروماني أليس جاليوس، خلال حملته العسكرية على اليمن بين عامي 24 و25 ق. م.

وقد وثَّق تقرير صادر أخيرًا عن منظمة مواطنة لحقوق الإنسان (منظمة يمنية مستقلة) جزءًا من الانتهاكات والاعتداءات التي نفذتها مليشيا الحوثي ضد المعالم الحضارية والأثرية في اليمن، إمَّا بقصفها، وإمَّا بتحويلها إلى ثكنات عسكرية. وقد أبرز أيضًا التقرير الميداني للمنظمة، الذي شمل تسع محافظات، اهتمام الحوثيين بالسيطرة على القلاع والقصور التاريخية، لما لها من أهمية إستراتيجية في المعارك العسكرية. وكشف كذلك عن استخدام الحوثيين للمعالم الأثرية لتكون حصونًا عسكرية لشن هجماتهم منها، وعرض عددًا من الأدلة، من بينها هجوم الحوثيين على موقع القفل في صعدة، وقصر دار الحجر في لحج، وقلعة القاهرة في تعز، وغيرها، وحولتها مليشيا الحوثي عقب انقلابها على السلطة الشرعية، في نهاية عام 2014 م، إلى ثكنة عسكرية. ثم تابع التقرير بأن الحوثيين حوَّلوا مدينة براقش، في أثناء سيطرتهم عليها، إلى مركز لإطلاق عملياتها العسكرية، ودمرت معظم معالمها التاريخية، وبعض أجزاء سورها، وهشمت بعض النقوش الموثقة للدولة المعينية. وفي يوليو 2015، استهدفت غارتان جويتان لطيران التحالف جماعة الحوثي المتحصنة بمدينة براقش الأثرية، متسبِّبةً في تدمير أسوار المدينة والمعبد التابع لها. وفي أغسطس 2015، تجدد ضرب المدينة بسبع غارات جوية للطيران في إطار حملة تحالف دعم الشرعية. 

وفي 21 مارس 2016، سيطر الجيش الوطني التابع للشرعية على مدينة براقش الأثرية، وهي تحت سيطرته حتى الآن. وقد أورد تقرير ميداني لفريق لجنة التحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في محافظتَيْ مأرب والجوف، خلال العامين 2014 و2015، أن ”الحوثيين وقوات صالح، حولوا براقش إلى ثكنة عسكرية، وأنشؤوا فيها سجونًا للمواطنين، وحولوا أيضًا مبانيها الأثرية إلى خنادق ومتاريس، وسجون قضى فيها الكثير من المواطنين تحت التعذيب. ووثق الفريق، ”شهادات عدد من السكان المحليين للمدينة الأثرية على قصف المدينة واحتلالها، والعبث في محتوياتها ومعالمها الأثرية، والإضرار بهويتها الأثرية والثقافية، التي تعتبر إرثًا إنسانيًّا للعالم أجمع“. وبالإشارة إلى وضع مدينة براقش الأثرية، يقول علي عامر، باحث آثار، لموقع 'المشاهد': "لا أحد يستطيع دخول مدينة براقش بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون قبل انسحابهم من المدينة، بفعل ضربات مدافع الجيش الوطني."

مدينة براقش الاثرية في محافظة الجوف ، قناة اليمن اليوم ، ۱٥ يانير ۲۰۲۰
مدينة براقش الاثرية في محافظة الجوف ، قناة اليمن اليوم ، ۱٥ يانير ۲۰۲۰

صور

جانب من مدينة براقش ، قناة العربية ، ۱۷ نوفمبر ۲۰۱۸
جانب من مدينة براقش ، قناة العربية ، ۱۷ نوفمبر ۲۰۱۸
صورة من اثار براقش ومحاولة تهريبها الى الخارج ، المشهد اليمني ، ٦ نوفمبر ۲۰۱۸
صورة من اثار براقش ومحاولة تهريبها الى الخارج ، المشهد اليمني ، ٦ نوفمبر ۲۰۱۸
تحويل مساحة كبيرة من مدينة براقش الى مقابر لجماعة الحوثي  ، موقع المشهد اليمني ، 13 مارس 2016
تحويل مساحة كبيرة من مدينة براقش الى مقابر لجماعة الحوثي ، موقع المشهد اليمني ، ۱۳ مارس ۲۰۱٦

فيديو

Remote video URL
Destruction in the ancient city of Baraqish after the militia turned it into a battlefield, Balkis TVChannel, Report by: Abdullah Al-Qadri, 3 April 2016