متحف بنيون الحدأ- ذمار

يقع المتحف في منطقة بينون، التي تُعتبر من أغنى المناطق أثريًّا، وذلك بسبب الحضارات القديمة التي وُجِدت هنا، والتي يعود تاريخها إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة. وتمتاز المنطقة كذلك بمواقع يعود تاريخها إلى العصور البرونزية، حوالي 3000 ق. م، ومواقع أخرى تعود إلى العصور الحديدية أو السبئية. وكانت أيضًا من المراكز الأساسية للحضارة الحميرية. ويقع متحف بينون في عزلة ثوبان بمديرية الحدأ بمحافظة ذمار. وأُنشِئَ المتحف في 1990، واستُكملت عملية ترميمه وتوسعته في 2003. ويضم المبنى الرئيسي للمتحف مجموعةً كبيرة من القطع الأثرية من مدينة بينون ومناطق أخرى في مديرية الحداء. أما المبنى الآخر، فقد خُصِّص لعرض نماذج من الموروث الشعبي لمديرية الحداء، مثل الأزياء والحلي والصناعات الحرفية، وأدوات العمل الزراعي، وغير ذلك. ويحتوي المتحف على قاعات كبيرة لعرض الآثار والمخطوطات والموروث الشعبي، وغرف لتخزين القطع الأثرية، ومعامل ترميم الآثار وصيانتها وحفظها، ومعامل للتصوير وإنتاج النماذج التعليمية والوسائل السمعية والبصرية الحديثة.

وفي 23 يناير 2019، اقتحم الحوثيون المتحف، ونهبوا العديد من القطع الأثرية المهمة التي كان يحتويها، وأفرغوا مكتبته الوطنية من الكتب والمخطوطات، التي كانت تقدم سجلًّا لفترات مختلفة من عصور اليمن، ولحُكامه الذين تعاقبوا على الحكم. وكانت بعض هذه الكتب عن الطب وعلم الفلك ومواسم الزراعة، وغيرها من أنواع المعرفة. وجدران المتحف الآن مَلْأى بصور مَن فقدوا حياتهم في جبهات القتال المختلفة في المنطقة، وغالبيتهم من الأطفال الذين غُرِّر بهم وسُحبوا من المدارس، وجُعلوا وقودًا لمحارق الحرب على اليمن. وتتعمد جماعة الحوثي نزع صور رموز ثورة سبتمبر، وصور رؤساء اليمن المتعاقبين على حكمه منذ قيام الجمهورية، التي كانت موجودة في جدران المتحف، واستبدلت بها صور رموز السلالة الحوثية. ولا يزال المتحف حتى الوقت الراهن تحت السيطرة الكاملة لجماعة الحوثي، التي لا تعير آثار اليمن ومتاحفه أي اهتمام، بل تعمل متعمِّدةً على تدمير هذه الآثار وطمس هويتها التاريخية؛ ببيع القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية وتهريبها إلى الأسواق العالمية.