المتحف الحربي - عدن
يعود تاريخ المتحف الحربي إلى 1918، حيث كان مدرسةً (إقامة) للتعليم الابتدائي. وبعد الاستقلال عن بريطانيا، حُوِّلت المدرسة في 22 مايو 1971 إلى متحف مخصص للتراث العسكري اليمني، بناء على القرار الصادر عن الرئيس سالم ربيع علي آنذاك، وكان المتحف يتألف حينذاك من 7 صالات، وبعد الوحدة اليمنية دُمج هذا المتحف مع المتحف الحربي بصنعاء ضمن إدارة جديدة، ثم جرت له عملية ترميم وتجديد في 1998، ليُفتَتح مرة أخرى في 2001. وقُسِّم المتحف إلى أربعة أجنحة، كلٌّ منها يضم عدة قاعات. ثم جرت عملية إعادة تأهيل لهذا المتحف في أكتوبر 2007. ويتكون المتحف من إحدى عشرة قاعة مقسمة تاريخيًّا، تحوي بداخلها أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، استُجلب بعضها من المتحف الحربي بصنعاء، وأخرى من المخازن التي كانت ممتلئة بالقطع الأثرية المهمة. وقد نُظِّمت المعروضات حسب التسلسل التاريخي والزمني للوقائع والأحداث التاريخية المتعاقبة، ابتداءً من العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية القديمة، والعصر الإسلامي، والاحتلال البريطاني، ثم فترة حكم الأئمة والحركات الوطنية المعارضة لحكمهم، وثورتي الـ 26 من سبتمبر و14 أكتوبر، ثم الوحدة اليمنية. ومن أبرز مقتنيات المتحف: الأسلحة القديمة، وصور الثوار، ومعروضات عن تاريخ اليمن العسكري، ومراحل التطوير الحديث الذي شهدتها القوات المسلحة اليمنية. ويحتوي المتحف كذلك على نظام إلكتروني لتخزين وعرض المعلومات عن تاريخ الثورة اليمنية ومراحلها المختلفة بالصورة والتاريخ والحدث. وتحتوي معروضاته على صور وأعمال يدوية صنعها الإنسان من الحجارة قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد.
وبعد الانقلاب الحوثي على شرعية الرئيس هادي في سبتمبر 2014، اجتاحت جماعات الحوثيين الانقلابية عدن، وسيطرت على كامل أحيائها، وشهدت المدينة حربًا شرسة خاضها أبناء عدن بدعم من قوات التحالف العربي مع جماعة الحوثي وصالح. وكان المتحف الحربي أحد المواقع التي تمركز فيها الحوثيون، وحوَّلوها إلى موقع عسكري، وهو ما تسبب في تعرضه لصواريخ طيران التحالف العربي التي أحدثت دمارًا هائلًا في الجزء الغربي من المبنى، وأضرارًا بالغة في محتوياته الأثرية.
وبعد انسحاب الحوثيين وتحرير عدن، تسلَّمت المقاومة المتحف، لكن للأسف كان المتحف قد نُهِب وسُرِقت كل محتوياته حتى آخر قطعة فيه.
وقال الحاج محمد، بائع القات في الشارع نفسه حيث يقع المتحف: 'ظل المتحف محتفظًا بمقتنياته حتى تحررت عدن، وانسحبت قوات الانقلاب من المدينة، ثم حلَّت الكارثة التاريخية، حيث تعرض المتحف لعملية نهب واسعة طالت عمق عدن الثقافي، ونالت من هُويتنا وتاريخنا بمختلف تضحياتها ونضالاتها'. وأضاف قائلًا: 'إن بعض الكتب والمخطوطات النادرة نهبها الحوثيون قبل انسحابهم من المتحف والمدينة'.
وأكد عبد الله كمال، من أهالي كريتر، ويعمل حارسًا للمتحف منذ نحو 8 سنوات، للمشاهد أن: 'عملية النهب والسلب حدثت بعد أن ترك القصف الجوي للطيران ثغرة في الجهة الغربية للمبنى، تسلل البعض منها وسلب ما سلب من آثار ثمينة بالغة الأهمية. واستدرك قائلًا: 'إن بعض الآثار القليلة والبسيطة استرجعها الحراس المتطوعون من الشباب.' وقال (م)، أحد الأشخاص الذين شاركوا في عملية الاستيلاء على مقتنيات المتحف، متحدثًا لموقع المشاهد: 'سأعيد الآثار التي معي، ولكن ليس قبل حصولي على تكريم رسمي، ومنحي شهادة تقدير من الجهات المسؤولة عن المتحف؛ تقديرًا لجهودي في الاحتفاظ بتلك القطع من الآثار، في لحظة كان من الممكن أن تذهب إلى آخرين لا يحملون همًّا وطنيًّا.'