متحف تعز

المتحف الوطني في تعز، أو متحف العرضي، هو أحد المباني العثمانية التي أُنشئت بعد الوصول الثاني العثماني، وقد بُني ليكون مستشفى عسكريًّا بجوار العرضي. وبعد الخروج العثماني بعد الحرب العالمية الأولى، حوَّله الإمام يحيى إلى قصر لولي عهده أحمد، وعند تولي الإمام أحمد الحُكم، بنى قصر صالة، وجعل قصر العرضي للحكم، وأطلق عليه اسم 'المقام الشريف'، بعد أن استقر في تعز بدلًا من صنعاء، التي كانت عاصمةً للأئمة السابقين.

وافتُتح القصر ليكون متحفًا رسميًّا في 1967، وهو يحتوي على معروضات تراثية ومقتنيات الإمام أحمد وأسرته، بالإضافة إلى الأسلحة القديمة والصور التذكارية. ويضم المتحف أقسامًا عديدة، منها قسم يحتوي على لوحات وصور مناضلي الثورة اليمنية ضد حكم الإمامة؛ وقسم يحتوي على مقتنيات الإمام، إبان فترة حكمه في اليمن، وقسم يحتوي على مقتنيات متنوعة عامة تعكس صور اليمن إبان تلك الفترة. وفي 2 فبراير 2016، قصفت مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بالمدفعية الثقيلة مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات في مدينة تعز، في إطار الحرب التي أشعلوها في اليمن عامةً، وتعز خاصةً، وتحت مبرر السيطرة وإخضاع اليمنيين بأي وسيلة كانت. وقد أدى القصف إلى احتراق المتحف الوطني والمخطوطات الموجودة بداخله. والتهمت النيران أيضًا العديد من المخطوطات التي تعود إلى حكامٍ ودول تعاقبوا على حكم اليمن في القرون الماضية، ومن المقتنيات التي احترقت عمامةٌ لأحد ملوك اليمن، ولم تسلم من الاحتراق سوى بعض المصاحف.

وقد أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) هذا القصف، وما تعرضت له الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات في مدينة تعز اليمنية من قصفٍ بالمدفعية الثقيلة بشدة، وهو ما أدى إلى احتراق المتحف الوطني بكل محتوياته من مخطوطات ونفائس نادرة تعود إلى قرون ماضية. ويذكر أحد الباحثين الاجتماعيين أن المتحف كان يضم الكثير من الوثائق المتعلقة بالأئمة الزيدية، وكان فيه كذلك الهدايا والمقتنيات الشخصية للإمام أحمد، والمراسلات وأنواع الأسلحة، ويصف المتحف بأنه أبرز مَعْلم تاريخي في مدينة تعز.